11

القاهرة أبيض وأسود

شوفت حببي وفرحت معاه ده الوصل جميل حلو يا محلاه
شوفت حبيييييييييييييييييبي
أظلمت غرفتي في إعلان صريح لحظر التجوال داخلها وخفيت الكرسي التاني تحسباً لجلوس أي فرد من أفراد العائلة بجواري بحجة أنى وحشاه وعاوز يرغي معايا شوية – مش كفاية أنى بروح أنام واتعشي كل يوم في البيت لا كمان اقعد أرغي ناس غريبة - وجلست أمام كمبيوتري الحبيب وأعلنت الإضراب عن الشات الليلة دي , الليلة دي هاقعد مع نفسي شغلت الكمبيوتر أول ما فتح جريت علي الميديا بلير وحطيت الهيد فون وشغلت أغنية شوفت حببي للمطرب الجميل عبد المطلب – للسادة اللي من جيل عمرو دياب طلب ده كان زماااااااااان مطرب متسيط ولاشعبان عبد الرحيم مع الفارق الكبيييييييييييير طبعا – أغمضت عيني ومددت جسدي داخل الظلمة وسادت لحظة هدوء وإذا بي فجأة أشعر بشعور التراب وهو بيتشفط داخل المكنسة الكهربا أحساس إني برجع لورا وبسرعة غريبة
المكان : القاهرة في أحد الأحياء الشعبية
الزمان : الحقبة بعد منتصف الأربعينات
التوقيت : الخامسة عصرا
أنا وفي هذا التوقيت كنت جدتي اللي وفقا لتاريخ ميلاد مامتي سمسمه بنتها البكريه مكانتش أتجوزت جدو لسه وقاعدة في بيت أبوها مستنية أبن الحلال
متحلقه أنا وإخوتي البنات حوالين الراديون ماركة فيلبس – كان ساعتها ماركة راديو مشهورة - بنسمع طلب وكل واحدة بتحلم بفارس أحلامها في سرها قاعدة علي الكنبة الدمياطي المعتبرة وكلنا لابسين جلاليب كاستور بسفرة منقوشة ورد زاهي , وأخواتي الولاد سحس ( حسين ) وسليمان وإبراهيم لابسين ببيجامات مقلمة بياقة عالية وعاملين فرق علي الجنب وبابا قاعد جنب التراسينة (البلكونة أو التراس حاليا) بيقرا الجرنال ونينة (ماما) علي السفرة وقدامها صينية القهوة بتعمل قهوة العصاري البيت أربع اوض وصالة شرح وبرح – واسع يعني - تتوسطه الصالة اللي بنقعد فيها كلنا علي يمين باب الشقة اوضة المسافرين (الصالون) ليها بابين باب من جوه الشقة – علشان أهل البيت تدخل منه واجب الضيافة – وباب علي السلم من بره بيدخل منه الضيوف – علشان محدش يجرح أهل البيت .
بابا عبد العزيز أفندي موظف في وزارة الحقانية – العدل حالياً – أتجوز نينا بنت عمه وهي عمرها 11 سنه وهو كان 16 كان لسه واخد التوجيهية (الثانوية العامة كانت في وقتها شهادة عاليا) واتعين في الحقانية وبقي صاحب مهيه محترمة 9 جنية في الشهر فأبوة جوزه نينة.
صوت يشبه صوت أمال فريد في طبقة تكاد تكون مسموعة – كانت ممثلة مشهورة من القليلات في هذا الوقت اللي اشتغلوا في السينما وهما سمر البشرة وكانت صاحبة صوت مميز
- عاليا يا عاليا
أرد بصوت يشبه صوت زهرة العلا – برضة كانت ممثلة مشهورة – وأنا متجهه للتراسينة
- ايوة يا نورا ( بنت الجيران )
وأنا خارجة التراسينة ألمح سي متولي ( أبن الجيران ) أحط وشي في الأرض ويحمر وامسك ضفيرتي الطويلة وأضفر فيها وأقول في نفسي سي متولي خلص التوجيهية ودخل مدرسة الحقوق – كانت أملا ساعتها – ونينا كل متشوفة رايح مدرسة الحقوق الصبح تدعيلي وتقولي ربنا يجعله من نصيبك ده هيبقي قاضي القضاة إن شاء الله – أظاهر مكنتش بتدعي من قلبها علشان تيتة أتجوزت جدو وجدو مكنش اسمه متولي ولا عمره حكم في أي حاجة حتى في بيتة - .
- يسعد مساكي يا عاليا
- يسعد مساكي يا أختي
- بابا بيسأل عمي عبد العزيز أفندي مش هاتروحوا السيما الخميس دة , أصلة هو ونينا مسافرين البلد يوم الخميس وكان عاوزنا نروح معاكم .
- آه إن شاء الله هانروح الفيلم الجديد بتاع الست ليلي مراد وسي أنور وجدي
- لا أنا كنت عاوزة ادخل الفيلم بتاع سي كلارك جيبل
أتلفت ورايا واوطي صوتي اللي هو واطي أصلا ( كانت الستات زمان صوتها واطي ورقيقة بجد وجداني مش تزوير زى دلوقتي )
- متقوليش كده قدام بابا أحسن بابا بيقول مش لازم نتفرج علي افلاهم مش سي سعد زغلول الله يرحمه كان بيقول نقاطعهم ( أتاري المقاطعة دي قديمة ومن ساعتها بنقول مبنعملش ) .
يمر في الحارة شوية عساكر إنجليز ومن بجاحتهم يرفعوا عينهم علي التراسينات أبصلهم أنا ونورا في قرف ونودي وشنا الناحية الثانية
- قلة أدب
- أنا عارفة أمتي يغوروا من البلد وننضف بقي
( مهم هايمشوا بس هايرجعوا تاني باستعمار اقتصادي وفكري العن ميت مرة علي الأقل زمان كنا بنعرف نقاوم إنما دلوقتي هانعمل إيه يا حسرة غير أننا نقول حسبي الله ونعم الوكيل ربنااااااااااا علي الظالم ).
- يتسلل الواد سحس للتراسينة بعد ما يكون غير هدومة ولبس البنطلون أبو حمالات والقميص الكاروهات الجديد وغرق نفسه بإزازة الكولونيا اللي بابا لسه شاريها من شيكوريل ( ده كان زى عمر أفندي كده وهما وصيدناوي كانوا محلات العائلات الراقية أيام مكان للاقتصاد الوطني هيبة ) سحس في التوجيهية السنة دي وإن شاء الله حايدخل مدرسة الحقوق ولا مدرسة الهندسة ( كانت الثانوية العامة زمان مفيهاش علمي ولا أدبي واللي بيتخرج منها ممكن يدخل كلية عملية أو نظرية )
وفي محاولة لإخراج صوت شبة صوت زى حليم
- مساء الخير يا نورا
تنكسف وتحط وشها في الأرض
- يسعد مساك يا سي حسين
أبصلة أنا وابصلها وابتسم ابتسامة العزول وقبل ما يلحق يقول حاجة - نينة بصوت جمالات زايد في فيلم بين القصرين - يا عاليا يا حسين انتوا بتعملوا إيه عندكم يا ولاد الدنيا مست ( ليلت يعني )
أتكهرب أنا وادخل جري
- ايوة يا نينا
يتلكع سحس شوية ويقول لنوره بسرعة
- ها كله تمام
- ايوة
- يبقي يوم الخميس إن شاء الله
اصحي أنا من التهيسة الكبيرة دي علي صوت موبايلي وهو بيغنى لسيلين ديون ( and you look at me ) ااااااااه رنة صديقتي اللدودة استر يارب أنا أيه اللي رجعني تاني

9

وطن في بلاد الغربة

كنت دائما عاشقة للسفر والترحال أعيش بأحلام الرحالة الذين جابوا العالم من أقصاه لأقصاه أحيا علي الأرض بقلب نسر يحلم يوما بأن يحطم كل قيوده ويرفرف في الهواء ليري العالم من بعيد أو لأن الغربة المكانية كانت تهون علي كثيرا من إحساسي بغربتي النفسية لذا كثيرا ما كنت ألفق الأسباب التي تدعوني للرحيل أتشبث بأي سبب يجعلني اركب أول أتوبيس أو قطار وأتغرب مؤقتا كنت منذ زمن توقفت عن هذا الترحال بعد أن جبت معظم المحافظات الساحلية وكل مدن محافظتي حتى جاءت هذا الدعوة الكريمة من شخصية سأعتبرها أكرم شخص عرفته علي الإطلاق رفضتها أول مرة لأسباب عملي لكنها أعادت الدعوة فحركت داخلي حبي للترحال فرتبت الأمر في عقلي وأخذت قراري بأني قادمة خاصة واني لم أزر محافظات الدلتا من قبل وكل معلوماتي عنها أسمائها التي أقرئها أثناء ركوبي قطار الإسكندرية .
جمعت كل المعلومات التي تلزمني رتبت موعد الذهاب والعودة استيقظت مبكرا عن موعدي وبداخلي فرحة الطفولة البعيدة بالرحلة القادمة ركبت القطار الذي اعشق السفر به وأخذت أراقب الناس في بداية رحلتي بما أني كنت ارتحل مع نفسي ثم انتقلت إلي مراقبة الطريق خشية أن يعكر علي احد الركاب صفو رأسي التي تسبح في الأفكار وأخذت أمر علي المدن واكتشفت أن كل المدن تشبهه مدينتي كلها أصبحت نسخة من المدينة الأم نفس اليافطات الكبيرة المحلات الفارهة عالمات العولمة التي جعلت كل شئ قالب واحد لا يتغير ومررت بأطلال مبني يقف وسط الغابات الأسمنتية الزاحفة علي المدن فخيل إلي انه في زمن جميل بعيد كان قصرا بناه أمير لأميرته .
في المحلة كان موعدي مع أحد المجتمعين ليكون دليلي فإذا بنا نتعرف علي بعضنا البعض بسهولة وكأن بيننا سابق معرفة وبدئنا حديث ودود وتعجبت لحالي أنها أول مرة لا أشعر بالقلق والتوتر مع شخص لا أعرفه ووصل القطار إلي محطته الأخيرة وكانت صاحبة الدعوي في استقبالي فتكرر نفس الشئ معها نتحدث وكأننا منذ زمن أصدقاء وفي الاجتماع تعرفت علي الجميع وكنت لأول مرة أنا ,أنا التي لا يعرفها غيري بدون قناع واختفي إحساسي بالغربة ليحل محلة إحساس آخر إحساس بالوطن بان تقابل من يشبهونك أناس يجمعك بهم نفس الحلم ونفس الهم ونفس الهاجس علي الرغم من اختلاف أعمارنا ومدننا التي قدمنا منها واتجاهاتنا الفكرية والسياسية إلا أن الحوار الجميل الهادف المهذب الراقي الذي دار بيننا كان حلما في زمن اختفي منه الحوار وحل مكانه الصراخ .
كانت المنصورة هي شهادة ميلاد وطني فعشقت المنصورة وأدركت أنى دائما ما عشقت ارض هذا الوطن وتبددت أحلامي في الرحيل لأني سأرحل للوطن .

8

وبنيت لها قصراً

التقيتها ذات يوم علي شاطئ البحر كانت تخترق قلب الليل في شجاعة وجرأة كحورية سحرية ألفت صمت الشاطئ المهجور في الليل , جمالها ذا طابع خاص كغجرية خرجت من كتاب حواديت علي إضاءة النار انعكست أضوائها علي شعرها الأصهب الطويل ينسدل في تموجات كموجات البحر الهادئة في لحظات الغروب , ابتسامتها الجميلة تكشف عن أسنان لؤلؤية كابتسامة قمر في ليلة مظلمة تضئ النيران وجهها فتتيقن دون أن تلمسها أن لها بشرة مخملية ناعمة وعينان واسعتان عسليتان اللون تنظر فيهما كأنك تري العالم بأسرة يجوب في عينيها جسد متقن الصنع كأنه منحوتة إغريقية من المرمر النادر ضحكتها تخلط بين مرح الطفولة وسحر الغواية وصوت ينصب في أذنيك فتشعر معه بألفة
- من أنت
- أنا الغريبة
- من أي البلاد
- من البلدة البعيدة
كنت داخل نفس أظن أنها ستكون مغامرة أسجلها علي حائط ذكرياتي وأحتفظ بها لزمن الشيخوخة حيث لا يبقي سوي الذكريات لكني كنت واهماً سحرتني بسحرها الغامض , أرتني من فنون النساء ما لم أره في حياتي وأنا من عشت بحاراً في بحورهن أجوب صعودا وهبوطاً ورسيت علي كل جزر عشقهن , أعطتني أكثر مما كنت أطلب أخبرتني أنها لن تطلب ما لا أريد أن أعطية لن تتملكني أو تطالب ببيتاً أو ولدا وأني حر إذا ما أردت الرحيل , ردت كل هداياي وعطاياي في كبرياء وعزة نفس " أنا أعيش من كسب يدي ولا أقبل ما لم أحصل علية بعرقي " فيزداد يقيني بأن غايتها هي حبي كانت تترفع عن حماقات النساء من غيرة وحب للتملك فسألتها ذات يوماً فأجابت " لماذا أغار عليك وأنا اعرف انك ستعود إلي دوما ولا حق لي في أن امتلك أنت تنتمي لامرأة أخري بالفعل " كنت أري فيها امرأة كاملة تكاد تكون موجودة في أحلام كل الرجال فقط وأنا أكثرهم علي هذه الأرض حظاً لآني أمتلكها وهي من نصبتني علي قلبها ملكاً وألبستني تاج مملكتها وأجلستني علي عرشها وأعطتني صولجانها وأنا اعلم أن العشرات يرجون منها ابتسامة رضا فأزداد غروراً وزهوا جعلتني بذكاء المرأة أشعر أنى أحيا داخل ألف ليلة وليلة أنى أصبحت ملكا يتزوج في كل ليلة امرأة أستانست بحلو أحاديثها وتلون حكايتها وطرافة قصصها , كانت تروي لي عن رجال من ماضيها وقبل أن تجول الفكرة بخاطري تقول أنا لا أبغي غيرتك أو سخطك أحرقت ماضي في الليلة التي قابلتك أنت الآن مليكي وسيدي كنت أغرق في سحرها يوماً بعد يوماً كمن يشرب من ماء البحر كلما شرب أزداد ظمأًً هجرت الزوجة والابنة وعشت في بلاطها عاشقا بدرجة ملك ما زحتها ذات ليلة قائلاً " من كانت مثلك تستحق سكني القصور " نظرت في عيني نظرة ساحرة زاد مغزى .
- ستبني لي يوماً قصراً
- كل ما تتمنيه يا حبيبتي هو لي أمراُ لكن ليس لي ببناء القصور قدراً
- سنري الأيام وحدها هي الكفيلة بأن تثبت بأن أحدنا كان علي حقاً
حتى ألحت علي الأيام في طلبي ولم يكن من فراقها بدا فرحلت عنها مودعاً علي وعد بلقاء قريب وأخذت في بُعدها أتعجل الأيام لتنقضي واحلم بلقائها لأعود بشوق يذوب الجبال دفئاً فإذا بها تلاقاني ببرودة الغرباء وتمنع الراغبات ربما أغضبها بعدي عنها مددت لها من الصبر حبالاً وافترشت لها من الأعذار طرقا وذهبت أسترضيها بكل وسيلة فما زادها ذلك إلا تمنعاً وعنادا وما زادني ذلك إلا عشقاً وولعاً فنزلت علي رغبة القلب وفرشت كبريائي تحت أقدامها علها ترضي فازدادت في ذلي وإهانتي فظللت في بلاطها خادما وحارسا فذاد نفورها وقسوتها فغضبت يوما واستجمعت ما تبقي من كبريائي وكدت ارحل فترجلت عن عرشها واستوقفتني في دلال الغواية متراجعة عن تمنعها خطوة وفي عينيها وعد بأيام كنت فيها ملكاً فسلمتها ما تبقي من كبريائي وكرامتي عربون محبة فإذا بها تضع في رقبتي طوقاُ وأطلقت ضحكة مدوية هزت صمت الليل وفي نبرة السيد " أنت الآن صرت لي عبدا " .
حاولت الفكاك من طوقي لكنها أحكمت إغلاقه وجذبتنا من سلاسل العبودية فانصعت لها وتبعتها إلي حيث أرادت هناك عند أطراف المدينة يلوح في جنح الظلام شبح بناء وصوت من يعملون في البناء بجد قاسي وكأنهم يسابقون الزمن قذفتني في عنف إليهم كلهم رجال يحملون في أعناقهم طوق عبوديتها نظرت حولي ثم إليها ابتسمت ابتسامة المنتصر " نعم ستبني لي قصراً ولن تغادر هذا المكان حتى تنهي " أعطت لي ظهرها ومضت فصرخت بها " كيف تفعلين بي هذا ألم تحبيني يوماً أليس لكي قلب "
استوقفتها كلماتي فالتفت " قلبي سرقة نخاس في زمن البراْة أراد أن يصنع مني تجارة تباع وتشتري فرفضت أن أكون سلعه في سوق الرجال أردت استرجاع قلبي فطلب الثمن قصراً, وها أنا أدفع ثمن حرية قلبي ليكون فقط لمن أختار "
- ولماذا ؟ لماذا مدينتنا ؟
لأنكم لوثتموها بخطاياكم عبدتم الجسد الفاني لويتم عنق الحقيقة أسميتم خطيئتكم حباً ورغباتكم أحاسيس ومشاعر قتلتم الفضيلة وصنعتم لها شاهداً مدعين التحرر والمدنية فلتدفعوا ثمن خطيئتكم ولتبنون للرذيلة قصرا يسكنه نخاس أبادله أنا بحرية قلبي .
قالتها وذهبت مسرعه فصرخت بأعلى صوتي إلي أين ؟
- كاد البناء أن ينتهي وأوراق العمر تسقط واحدة بعد أخري أريد أن أسترد قلبي قبل أن يذوي الجسد في آتون السنين أريد أن أجد قلبا أحبة بيتاً أسكنه وولد أربية في مدينة فاضلة .
4

ومازلت أحكي عن الحب

مر بنا عيد الحب ولم ينتهي الحب ومازلت أراقب أحواله ربما لأن هذا هو قدري أن أراقب المحبين من بعيد وعلي استحياء دون دخول هذا العالم المبهم أقف متفرجة وأنا أتساءل ما هذا الشئ الغريب الذي يغير حياتنا ويقلبها ويلونها ومازلت أراقب وأدون عن الحب .
هل يصنع الحب أسطورة ؟

كنت حديثة عهد بها زميلة عمل شاءت الظروف أن نتشارك نفس الغرفة فقرب بيننا المكان واستأنست بصحبتي وقد عوضتها عن بعض الزميلات اللاتي تركن العمل بسبب الزواج أو البحث عن الطموح تقاربت أعمارنا وأفكارنا كانت حياتها خالية من قصة حب لكن لم يخلوا ماضيها منه حكت لي عنه كيف تعارفا وتقاربا وتباعدا دون أن تدري أو تعرف عندما تتحدث عنه يضئ وجهها ويشع نور من عينيها وكأنها قوة سحرية وألمح من بين حزن عينيها آثار سعادة مضت كانت تحتفظ بصورته بقربها تنظر إليها كلما افتقدته كان لدي تساؤلات كثيرة عنه ولم تشفي فضولي وآثرت أن تحتفظ به داخل قلبها في أحد الأيام لم تكن موجودة وجئت علي ذكره دون قصد فاسترسلت زميلاتنا في العمل في الحديث عنه الجميع يعرفونه كان شابا وسيما ذكيا مرحاً يناسبها تماما لم يروا في حياتهم من أحبت رجل مثلها تتحدث عنه طوال الوقت وتحادثه أكثر من مرة يتقابلان كل يوم ويفترقان ليلتقيان مرة أخرى يختلفان لدقائق ويعود احدهما للاعتذار للآخر ثم , ثم ماذا حدث لا أحد يدري صمت الحديث عنه فجأة وكل ما يعرفونه انه سافر إلي بلد بعيد فيما بعد أخبرني زميل لنا أنها تغيرت كثيرا منذ سفرة كان يضفي عليها إشراقه وسعادة غريبة انطفأت منذ اختفائه كان حديثهم بقدر ما أزاح قدراً من غموض قصتها إلا انه أشعل فضولي ولم يشبعه لكني كنت قررت ألا اسأل أكثر حرصاً مني علي علاقتنا واحتراما لصمتها حتى جاء هذا اليوم .
يوم عادي بدء بروتين الصباح وجلسنا لنقرا بريدنا الإليكتروني بدا لي أنها وجدت شيئا أثار حماستها وانشغلت به وتحول لحديث عبر الرسائل الفورية ( الماسينجر ) لم أعير الأمر اهتماما وانشغلت بعملي مر وقت وهي علي هذا الحال واحتجت إليها في أمر من أمور العمل رفعت رأسي عن مكتبي لأناديها فرأيتها تغالب دموعها تحاول ألا تبكي , هي تبكي كيف وهي من عرف عنها أنها لا تبكي إذن هناك خطب عظيم . نبهتها لقدومي وتبادلت معها حواراً قصيراً وحاولت أن أسترق النظر لأسم محدثها ولم أتعرف عليه أنهت حديثها واختفت لفترة فعلمت أنها تغلق مكان ما علي نفسها لتبكي وصدق حدسي عادت بعد فترة وقد حاولت جاهدة أن تخفي آثار الدموع بعد فترة لاحظت تغيرا قد طرأ عليها عاد إليها جزء من إشراقتها كانت كمن أزاح هماً عن كاهلها .
كنت أراقب كل ذلك وأتحرق شوقا لمعرفة ما حدث وأخيرا جاءت استراحة الغداء جلست مقابلها صامته انتظر أي كلمة منها وباغتتني بحديثها وكأنها تقرأ أفكاري
- لقد تحدث إلي اليوم .
- من ؟
- هو
- من هو ؟ هل تقصدين .......
- نعم لقد تحدث إلي
- ماذا قال لكي
- لا شئ أعتذر
- أعتذر !!!!!؟
- نعم عن ابتعاده عني دون أن يودعني .
أنهت حديثها وخرجت من قاعة الطعام وكأنها تتجنب الحديث عنه لحقت بها وأنا أتساءل ما ذا بعد ؟
- لا شئ سأنتظر .
انقضي حديثنا وانقضي اليوم في روتين اليوم وانتظرت أنا أيضا .

في اليوم التالي كان قد تغير بها الكثير وكأنها قد عادت لتشرق من جديد أول شئ فعتلة تسجيل الدخول علي برنامج الرسائل الفورية وأمضت اليوم تنتظر , إشارة دخوله أن يتحدث معها أن تعاتبه أن يخبرها أنه سيعود إليها ومضي يوم ومضت أيام وهي تنتظر ويقتلها هذا الانتظار لكن لا جديد يحدث .
وجدت علي مكتبها ورقة سطرت فيها رسالة له لم ولن ترسلها تفيض شوقا وألما
- منذ أن تركتني وأنت لا تغيب عن خاطري وقلبي لم أنساك يوما ولن أنساك احلم بك كل ليلة وكأنك لم تتركني تأتي في أحلامي كما كنا نتحدث ونتمازح ونقضي الوقت معا أعيش معك وبك ولك حتى لو لم تكن موجودا احلم بعودتك ذات يوم واقفا علي بابي تحمل ورودا تهديني إياها تنظر في عيني وتسأل الصفح فأصفح قبل أن تطلب أنا أعيش علي انتظار فمتى ينتهي ولماذا تركتني ؟ حبيبي عد إلي أرجوك .
كانت هذه بعض كلماتها وتعجبت لحالها كيف تنتظر من لن يأتي وكيف تثق به وهو من هجرها دون سبب أو ذنب عادت لتذبل من جديد وأنا أراها في كل يوم كزهرة تموت ببطء وبقلبها أمل في النجاة في عودة الحياة التي تجسدت به هو .
وبعد مدة عاد أحدهم لم يكن هو من تنتظر بل شقيقته جاءت تطلب رؤيتها عندما علمت بوجودها ذهبت إليها لفورها وبمجرد أن نظرت إليها ترقرقت عينيها بالدموع واحتبست أنفاسها وكأنها علمت دون أن يخبرها احد وبصعوبة بالغة حاولت أن تتحدث لتسأل أين هو ؟
وجاءت إجابة مقتضبة
- في المستشفي يريد أن يراك .
تركت كل شئ وذهبت لفورها في الطريق علمت كل شئ أنه يعاني من مرض خطير ومنذ أن تركها وهو يتلقي العلاج قرر أن يبتعد عنها كي لا يجرحها علي أمل أن يهزم المرض لكن المرض هزمه ولم يستطع أن يرحل دون أن يراها أو تعرف بأنه ليس بخائن .
ارتمت في أحضانه وغسلت أحزانها بدموعها عاتبته ولامته فهي لا تعرف الأمان إلا بجواره ولا تشعر بالدفء إلا في أحضانه سامحته علي كل ما مضي وقررت أن تبدأ من جديد وانقضت ثلاثة أشهر تذهب كل يوم إلي المستشفي لتجلس بجواره تقرأ له كتابهما المفضل وتسمع معه أغانيهم هذه أهداها لها في أول لقاء وهذه في عيد ميلادها وهذه في أول وظيفة تعين بها وهما معا كانا يؤرخان لقصتهم بالموسيقي أخبرها كيف انه لم يحب امرأة كما أحبها أنها هي الحياة هي معان كل الأشياء كم كان تائها بدونها وحيدا لأنها توءم روحه كم كان يتمنى أن يقضي حياته معها وان تكون أم أولادة كانت تعرف انه يحتضر لكنها ظلت تحبه ظلت معه حتى فارق الحياة في أحضانها كما كان يريد لم تنهار كما كنت أتوقع لم يقتلها الحزن لم تعد لتموت هي الأخرى كانت من أعماق أعماقها سعيدة لأنه لم يعد يتألم ربما قد وارته الثري لكنه مازال في قلبها يأتي كل ليلة في أحلامها ومازلت تحتفظ بصورته بالقرب منها .
5

حكايات عن الحب

يمر بنا هذه الأيام عيد الحب وفي هذا اليوم وأنا أري الشوارع وقد فرشت بلون الحب وتزينت لاستقبال المحبين القلوب والورود في كل مكان ورائحة العشق وأتذكر في هذا اليوم أنى وحيدة واستعيد ذكري ليست ذكري حبي ولكن ذكريات من أحبوا حكايات مرت بي وأنا أري أحوال العاشقين بين هذا وذاك وببقي السؤال هل نحيا بدون حب أم نحيا للحب ؟ فقررت أن أحكي عن الحب

هل الحب أناني ؟
منذ مدة لم اسمع صوتها الرقيق وأسعدتني مكالمتها وطلبها لرؤيتي لكن شيئا ما في صوتها كان ينبئني أن هناك خطب ما حددت الموعد والمكان . مكان هادئ يمكننا التحدث فيه ذهبت وكلي فضول وعشرات الأسئلة يطرحها عقلي أحاول أن أنحيها حتى أراها فلا أستطيع ما الذي يمكن أن يكون قد حدث ؟ ولماذا أنا ؟ ما الذي أبعدها عني كل هذه المدة ؟ ولماذا تعود الآن وهكذا قضيت يومين تجول هي بخاطري وتسيطر علي أفكاري وأخيرا كان موعدنا وكنت قد حاولت إن اسبقها إليه لكن علي ما يبدو أنها كانت أكثر شوقا مني كانت تجلس علي طاولة في إحدى أركان المقهى وكأنها شبه منعزلة كانت قد تغيرت وكأنها أصبحت شخصا أخر فقدت إشراقتها التي كانت تميزها عن الأخريات يبدو عليها الحزن والقلق ابتسمت لي ابتسامة باهتة جلست أمامها أحاول أن استوعب وأن أقفز فوق عبارات التحية والترحيب حاولت أن تتماسك ولكن قواها خارت وبادرتي بالحديث وكأنها تعي كل ما يدور بعقلي ودموعها تسبقها
- لا أستطيع .... كلا أنا لا أستطيع
- لا تستطعين ماذا ؟
- أن أحيا هكذا
كنت في حالة عدم استيعاب واضحة وقبل أن أسأل كانت تحاول تجفيف دموعها وأنا التقط الكلمات منها علني افهم لكنها في النهاية تماسكت وبدأت في حديث مر تحكي حكايتها وحكايته
- لا أستطيع آن أحيا هكذا أن تكون حياتي ظلا لحياة آخرين كلا أريد حياتي أريده أن يخرج منها
انفجرت باكية وكأنها كانت تكتم جرحا كبيرا واسترسلت تحكي
- تعرفت علية منذ أكثر من ثلاثة سنوات كنت ابحث عن عمل وهو يعمل في شركة توظيف كبري لم نلتقي وفتها لكنه راسلني عن طريق البريد الإليكتروني لم أوفق في الحصول علي فرصة عمل في شركته لكنه عرض مساعدتي وبدا عن طريق غرف الدردشة يدور بيننا حديث بل أحاديث بدء متحفظا في حدود ثم بدء كل منا يستكشف الآخر حديث في الثقافة والسياسة في الفن والأدب والحب كان مثقفا مهذبا حساسا له زوجة رائعة وابنة جميلة تبادلنا الحديث أنا وزوجته مرة أو مرتين ليثبت لي أنها لا تمانع من حديثنا كانت علاقة عبر هذا العالم الافتراضي عقل يقابل عقل لا أكثر وكنت أنا في ذلك الوقت أعيش أجمل أيام حياتي في قصة حب مع الرجل الوحيد الذي أحببته في ذلك الوقت لكن خانتني الحياة وخانني هو مع ساقطة وعندما اكتشفت اخبرني بان هذه هي طبيعته وعلي تقبلها كانت صدمتي كبيرة بقدر حبي له وانهرت داخليا كان علي أن أكون قوية حتى لا يشمت بي احد حتى اهرب من لومهم من نصائحهم المزيفة ولم أجد غيرة وهنا تحولت علاقة العالم الافتراضي إلي حقيقة أصبح وجودة أمر واقع استمع لي عندما لم أجد من يستمع واساني عندما لم أجد من يواسيني قدر مشاعري وجرحى وتفهمني وهكذا كانت سقطتي فرصته ليدخل حياتي من أوسع أبوابها
واساني وآزرني وساعدني علي تخطي المحنة لدرجة أنى تعجبت من سرعة شفائي لكن لا أحد يعطي دون أن يأخذ كان اهتمامه بي غير طبيعيا يهاتفني في اليوم مرات يطمئن علي احكي له عن كل ما يحدث في يومي أصبح يعرف كل شيء متي أصحو متي أنام أسماء إخوتي ,أعياد ميلادهم , من منهم تزوج ومن مازال معنا في البيت زملائي في العمل , نميمتهم , مشاكلهم , إشاعاتهم كأنه يعيش معي يوم بيوم ونسيت أنا أو تناسيت انه لديه زوجة ووجدت آن المسافات تقصر بيننا يوما بعد يوم واني اغرق في حب وفي بحر من اهتمام ومن حنان واستسلمت لهذا الحب دون أن انتظر أي مقابل وقبلت أن يكون هو سرا وان أكون كاتمته ابتعدت عن أصدقائي ومنهم أنت خشية أن تسألوني عنه أن تكشفوا عن وجودة أن تطلبوا مني أن استمع للعقل وان ابتعد عنه أخفيته عن والدتي وأخوتي أخلصت له وأبعدت كل من يحاول الاقتراب مني لأجله ونصبت نفسي كاهنة في معبده حاصرني شيئا فشيئا وأصبح هو كل شئ في حياتي ومضت الأيام والشهور والسنوات وأنا لا أري ولا أسمع غيرة أحيا لأجله وانتظر وانتظر ليعذبني بحبه لأتحمل لأجله كل شيء كنت لا أقوي علي خصامه وابتعاده عني كان بعده يقتلني وكان يعلم هو ذلك وانه أصبح نقطة ضعفي فكان يستغلها كلما سمحت الفرصة أو كلما نشب خلافا بيننا فأسارع إليه أهرب منه إلي أحضانه من قسوته إلي حنانه وأنا في غفلة عن الشرك الذي وقعت فيه قيداً حريراُ كلما أردت التخلص منه زادت قبضته علي كان هذا حالي حتى نشب خلاف بسيط بيننا فأقام الدنيا ولم يقعدها وقرر في ساعة غضب أن يحطمني يتركني وفعلها فعلا ابتعد وتركني أتحطم وأتحول إلي أشلاء بدونه اذبل وأموت شيئا فشيئا ولا احد يعرف ما الذي حل بي يتساءلون في صمت وارفض أن أجيب في صمت واكتشفت في بعده انه ملك روحي وأصبحت حياتي مرتبطة بحياته كنت أدعو في داخلي أن يعود إلي كنت اجلس بالساعات انظر إلي هاتفي في انتظار أن اسمع صوت رنته , أقضي الليالي ابكي ألما وشوقاً لكنه لم يبالي ولم يأبه بكل ذلك ومرت الأيام وأنا اكتشف أنى أعاني أعراضا انسحابيه مثلما يعاني من أدمن المواد المخدرة نعم لقد أدمنت هذا الرجل وبعد بضعة أيام بدأت في استعادة رباطة جأشي فإذ به يعود ويطلب الصفح ويخبرني انه لا يستطيع الابتعاد عني لكني كنت وقتها قد شفيت منه ورأيته علي حقيقته أناني لا يحب إلا نفسه احتفظ بي كدمية يلعب بها ويرضي غروره كرجل , كان يعاني من ازدواجية كل الرجال يريد كل شيء زوجة مخلصة وحبيبة أخري ليثبت انه مازال في ساحات الحب فارساً مغواراً فقررت الابتعاد أن أنقذ ما تبقي مني ومن قلبي أعلنت الثورة علي حبه وقررت أن انهي أنا كل شئ .
حتى الآن قد يبدو أن كل هذا طبيعي وان المسألة انتهت لكن هنا حدثت المأساة مأساتي أنا لقد كنت داخل سجن وهو السجان سمحت له أن يعرفني وألا اعرفه رفض أن أتركة حاصرني في كل مكان في عملي في بيتي حاولت أن أتهرب أن اشرح أن أحاور أن أرجو دون فائدة ينتظرني أمام بيتي يعترض طريقي لنتحدث اهرب إلي عملي فيتصل بي عشرات المرات علي هاتف العمل وعلي هاتفي المحمول يرسل لي رسائل عبر البريد الإليكتروني يسبني مرة ويهددني مرات ويعتذر مرات ومرات حتى أنه في النهاية هددني بأن يفضحني بأن يخبر زملائي وأهلي بعلاقتنا وكنت أعرف انه يستطيع أصبحت أخاف منه وأخشاه ولا يوجد مكان استطيع الهروب إليه أعيش في قلق وانتظر منه أي شيء في النهاية لم أجد غيرك فأنت من تبقي من أصدقاء تنازلت عنهم من أجلة أرجوك ساعديني .
- استمعت إلي حكايتها التي كانت يقطعها لحظات من الانهيار ويقطعها البكاء وأنا غير مصدقة كيف يتحول الحب إلي هوس أو إلي مرض كيف يدمرنا الحب في كثير من الأحيان .كانت في حالة يرثي لها لا تتحمل اللوم أو النصح أو التوبيخ كانت بحاجة إلي حل عاجل كان خوفها وقلقها يمنعها من التفكير ولا بد من حل قاطع أخذت بيدها وأوصلتها إلي بيتها علي موعد بلقاء في الغد في الطريق إلي عملها أخبرتها بما فكرت فيه .
- يجب أن تختفي
- أختفي كيف ؟
شرحت لها الأمر ببساطة يجب أن تترك عملها وقبل أن تقاطعني
- اعرف انك تحبين عملك وزملائك لكن لابد من التضحية اتركي عملك حيث يمكنه أن يراقبك غيري رقم هاتفك وسافري لفترة خارج القاهرة اعلم أن لكي أقارب بالإسكندرية ادعي أن هناك مشكله في عملك وانك تريدين أن تستجمي اختفي من حياته واتركي له فرصة لكي ييأس لكي يدرك أنك استطعت الهروب من سجنه ومن أنانيته ولا تعودي حتى تشفي من هذا المرض المدعو هو .
استمعت إلي خطتي وبالرغم من صعوبة تنفيذها إلا انه بدا لها كحل أخير ومرت أيام تنهي فيها إجراءات ترك العمل وتغير رقم هاتفها وأقامت معي في بيتي حتى ودعتها في مطار الإسكندرية ومرت شهور قبل أن أسمع منها خبر وقد بدأت تستعيد حياتها.



هل الحب يغيرنا ؟
انهارده عيد الحب يا حلولي ياحلولي قولت لنفسي أروح الشغل بدري قبل ما الشوارع تبقي احمر في احمر روحت المكتب الصبح بدري علي غير عادة وقولت انهاردة هاحب مكتبي وارتبه وفعلا شمرت كمامي وابتديت اروق وارتب ونظم وفجئة سمعت صوت حد جي بيدندن وشكيت في وداني في الأول معقول معقول دة صوت ايرون وومن ( المرأة الحديدة ) - أحنا عندنا في المكتب ايرون وومن , فيك وومن( المرأة المزيفة , بيوتفول وومن ( المرأة الجميلة ) , نايس وومن ( المرأة الرقيقة ) , ديفل وومن ( المرأة الشريرة ) , وأخيرا سوفت وومن ( المرأة الناعمة ) - بتغني !!!!!!! وقبل ما أتشكك في قواي السمعية التفت ناحيتها .
- يانهار يانهار ايه ده !!!! بتغني وكمان لبسه أحمر ليه هي الدنيا حصل فيها ايه
عدت من جنبي زى النسمة وهي مبتسمة ولقيت رادار منخيري لاقط ريحه غريبة
شم .....شم كان الرادار بيشير أن هي مصدر الريحه قربت منها علشان أتأكد لا في حاجة غريبة وكمان برفان !!!!!!!! وتراجعت في محاولة للتدقيق في ملامحها لالالالالالالالا أنت حالتك مش طبيعية ده في كمان ميكب بت يا ايرون يكنوش استنسخوكي ولا فقدتي الذاكرة ؟
نظرت لي بابتسامة عريضة وهي لسه بتندن ونادت علي الواد مزيكا - ده أسم الأوفيس بوي الحركي برضة -
- هاتلي فازه من الفازات اللي جوه علشان أحط فيها الورد .
اتاري الورد كان في أيدها وأنا مش شايفاه هنا بقي خبط علي مكتبها وقولتها لا أنا لازم افهم في ايه ودي كانت لحظه دخول السوفت وومن كانت جايه من البوفيه وياعينى اتاخدت علي مشمها لما شافت الايرون وومن والبت من هول المفاجئة وقعت كوبايه النسكافية وطبق الكرواسون من أيديها . وهنا تجمعت كل الوومنز اللي في المكتب وكان لازم ايرون تتكلم وإلا كنا هانتهمها بتهمه قتل الايرون الأصلية وانتحال شخصيتها
وفي صوت رقيق زيي صوت العصافير
- مش تقولوا صباح الخير الأول
وهنا نظرت لها كل الوومنز بصه شرانية وتنهدت الديفل وومن وكأنها بتقول اللهم طولك ياروح
- صباح الخير ها ايه الموضوع بقي
- اصل اصل أنا يا جماعه احتفلت بالفالانتين أمبارح مع كوكو - خطيبها - .
تنهيده
بيوتفل وومن : وده سر كل التغير الفظيع ده مه كوكو خطيبك من كام شهر وقبلها كان معاكي في تمهيدي ماجستير ايه الجديد ؟
ايرون وومن : أي نو ياجماعه بس أمبارح كان سبيشل داي .
فيك وومن : ازاي يعنى وياريت تنزلي الترجمة ؟
ايرون وومن : أمبارح بس حسيت يعنى ايه تحب حد بجد يعنى ايه الحب يحلي أيامك ويخليك حاسس انك سعيد وانك عاوز تتغير علشان اللي بتحبه علشان تبقي زى ما هو بيحب مش زى ما أنت عاوز ولا زى ما انت نفسك تبقي .
ديفل وومن بعصبية : ازاي يعنى ايه اللي حصل ولخصي.
- اتعدلت ايرون وومن وسندت أيدها علي خدها في حاله هيام وقالت :
امبارح انا كنت عاملة في حسابي انه يمر يوم عادي هو اللي اتصل بيا بالليل وقالي بكرة انتى معايا طول النهار مفاااااااجئة قولتله طيب ظبت المنبه بعد ما قعدت ساعة بفاصله علشان نتقابل متأخر وأنام شويه مرضيش نمت ولحقت الحلم قبل التتر ميخلص وصحيت بدري وانا مش طايقة نفسي وبقولها لزومة ايه اصحي بدري حتى يوم الأجازة اوووووووووووووف يا فتاح ياعليم الساعة 10 الصبح عدي عليا وكالعادة قالي صباح الخير والهنا والورد وحاول يبوس أيدي وأنا روحت سحباها وزغداه وزغرتله وقولتله مش علي الصبح إحنا لسه مصتبحناش ها هانروح فين ؟
أخد نفس عميق وهو بيحاول ما يبتديش اليوم بخناقة وبصلي وهو مبتسم ابتسامته الحلوة دي
- لا انهارده يومي ومتعترضيش هانروح كام مشوار أنا مخطط لكل حاجة
- طيب أنا هانم شوية لحد مانوصل
- اوك براحتك يا حبيبتي
مددت الكرسي ونمت شويه وتقريبا شخرت وغالبا عضيته أثناء المرحلة العميقة علشان لما صحيت كان في علامة حمرا علي ايده ,وصحيت وهو بيركن العربية بصيت يمين وشمال معرفتش أحنا فين وقلتله بتركن العربية ليه ؟
بصلي وعنيه كلها حنية وكأنه بيقولي كان نايم جنبي ملاك
- أبدا يا حبيبتي ثواني هاجيب حاجة وجيلك دقيقتين مش هاتأخر .
- طيب
استنيته وأنا هاموت من الغيظ وبقول مفيش امين شرطة ولا عسكري يجي ياخدة مخالفه اللي مصحيني من النوم بدري ده
بيوتفل وومن : لا ملكيش حق يا ايرون ده بدل ما تقلوليه هابي فالنتين
ايرون وومن : مه يا بيوتفيل أنا مكنتش اعرف
سوفت وومن : آه مش غريبة عليكي كملي
ايروون اخدت نظرة سريعة مصحوبة بابتسامه عريضة وكأنها تستعيد ذكري سعيدة مرورا علينا علشان تعمل شوية سيسبنس
- المهم بعدها بدقيقتين لقيتة جي ومعاه سبت كبير احمر وفيه هديه التودي بير اللي أنا بموت فيه وماسك في ايده التانيه ورده حمرا وكارت
بصيتله كده وأنا مش مصدقة ونزلت عليا بلاهة وافتكرت أن انهارده عيد الحب قالي كل سنا وإحنا مع بعض يا حبيبتي
نورمال وومن - أنا - : وبعدين
يانورمال المشكلة مش في الهدية ولا فرحت بيها قد ما فرحت بكوكو عرفت بعد كده انه كان بقاله أسبوع بيختار الهدية وبيخطط للنهاردة ولأول مرة اتعاطف معاه لفتته الرقيقة دي خلتني أحس قد إيه هو مهتم بيا بيحاول يسعدني وبيفكر فيا وافتكرت أن طول فترة معرفتنا وخطوبتنا كان بيحاول يثبتلي انه بيحبنى طول الوقت وأنا منشفة راسي وتخطيطه لبقيت اليوم وانه قد ايه عارف كل حاجة بحبها كل ده خلاني أفكر انه طول الوقت بيفكر فيا وبيعمل اللي أنا بحبه بالرغم من انه ممكن يكون مش هو ده اللي هو بيحبة وسألت نفسي هو ده الحب فعلا هو ده الحب إني أحب حد وأحب كل حاجة بيحبها ولما روحت قررت أنى أتغير علشان كوكو لآني بحبة بجد أتغير وابقي زى ما هو بيحب صحيح هو حبني زى ما أنا كده واستحملني من حقه أن أنا كمان أحب اللي هو يحبه علشان هو ده الحب .
كل الوومنز في نفس واحد : ااااااااااااااااااااااه
وهنا سمعنا خطوات المانجر فكل واحدة جريت علي مكتبها وانهمكت في عملها وأنا بسأل نفسي ياتري هو ده الحب ؟

وتمر بي هذه الذكري وأنا مازلت أتساءل ما هو الحب لماذا يدمرنا الحب أحياناً ويغيرنا أحياناً أخري
Siguiente Anterior Inicio