52

أخر كلماتي إليك

جلست تقرأ رسائله واحدة تلو الأخرى تتابع كلماته وتتابع معها ذكرياتها معه صورته المشوشة في رأسها من لقاء وحيد منذ أمد ووعد بلقاء أخر , شعرت بلمسة حانية علي يديها الممسكة بالفأرة فسحبتها برفق وخجل
- أمازلتِ تقرئين هذه الرسائل
بادلت محدثها بنظرة يائسة تبحث عن كلمات تدافع بها عن موقفها لا تجد
- لن يأتي صدقيني لو أراد لأتي منذ زمن
- لكن ( يضع أصبعه علي شفتيها طالبا منها السكوت )
- لا يوجد لكن كيف تنتظرين وهماً لا يراه غيرك اكتملت ساعات الانتظار أياماً والأيام أسابيع والأسابيع شهوراً وكادت الشهور أن تصبح عاماً وأنت تنتظرين كيف تهون عليكِ أيامك ويهون عمرك
يرن هاتفها فيغوص قلبها في صدرها انه هو يحاول أن يتصل بها ربما للمرة الخمسين تنظر إلي محدثها نظرة رجاء وتلتفت إلي هاتفها في شوق فيقطع عليها الطريق يجثو علي ركبتيه أمامها يصمت الهاتف وتشعر بوخزه في قلبها
- أخبريني ماذا يقدم هو لكي لا أستطيع أنا تقديمه انه يعطيكِ لا شئ أما أنا فأعرض عليكِ قلبي وحياتي وأسمي ومستقبلي أن أبني لكي مملكة تكوني مليكتها وأستطيع أن أعطيكِ ما هو اسمي وأجمل أن أعطيكِ الأمومة غاية كل امرأة نحي عواطفك لدقيقة وحكمي عقلك .
أصبحت الكلمات بلا معني ولا نتيجة هي فقط من تعرف انه هناك مكبل بسلاسل لا يراها غيرها لا يبعده عنها سوي أشد الشدائد انه رغم البعد اقرب الناس إليها أنه يسكن الروح وحنايا الجسد أنها له القلب والحياة لكنها هنا تكويها سياط ألسنتهم الكل لا يريده لها يضغطون وهي تقاوم لكن البعد طال والأمل في اللقاء أصبح أقرب إلي اليأس لم يعد بإمكانها أن تتحمل أن تسبح ضد التيار فهي تعرف أنه لن يأتي ليسبح معها .
يطن هاتفها معلناً وصول رسالة تشعر بقلبها يخفق بشدة حتى يكاد ينخلع يناولها الهاتف لتقرأها (( حبيبتي لماذا لا تجيبين أستحلفك بحبنا أستحلفك بكل ما هو غالي عندك أن تجيبني أكاد أن اجن ولا أدري ماذا حدث. أرجوكِ أجيبيني لا تكوني أنت أيضا سبباً من أسباب شقائي )) .
تشعر بكلماته خناجر تطعن قلبها تشعر هي الأخرى بأيدي خفية تمتد إليها تنزعها من بين أحضانه تحاول أن تتمسك به لكنهم أقوي هناك في أقصي الأقصى تقيدها بلا رحمة لا فائدة من الصراخ من النداء من الاستغاثة لا احد يشعر بها لا احد يحاول أن ينقذهما .
يسحب الهاتف من بين يديها يمسح الرسالة يفتح رسالة جديدة ويعيده إليها
- لا تضيعي عمرك في انتظار مجهول أنهي هذه المهزلة
تتحجر الدموع في عينها كيف يختزل كل هذا الحب في هذه الكلمة البغيضة مهزلة, المهزلة أن يكفر الجميع بالحب. لكن في زمن لا يؤمن بالحب أصبح الكفر به ليس محلاً للنقاش ستكون هنا نهاية لكنها نهايتها ستعيش منذ الآن جسداً بلا روح هكذا حكموا عليها .
تأخذ الهاتف وتكتب (( توأم الروح لقد آن الأوان واسطر النهاية لم يعد باستطاعتي أن أقاوم أخر كلماتي إليك أحبك . سامحني ))
تضغط علي زر الإرسال تتخيل صورته وهو يقرأ الرسالة يثور ثورة عارمة يشعر بقلبه يتحطم , يحطم كل ما هو أمامه يصرخ من أعماق أعماقه كلا يحاول أن يتحرر من القيود فتعيده بقوة إلي حيث هو ينهار في يأس ويبكي كالأطفال . تنهمر دموعها بدون دموع في صمت مر .
يأخذ هو بيديها يضعها علي الفأرة يحدد كل رسائله ويمحوها بضغطة واحدة. تشعر بألم داخلها لا تحتمله تضغط علي الفأرة بشدة لمقاومته تعجز عن التنفس وتشعر برعشة قوية تسري في جسدها, يتصلب جسدها للحظات دون أن يشعر بها.
- لماذا أصبحت يداك باردتان هكذا ؟
نظرت إلية نظرة باردة خالية من أي معني أنها هي فقط من تعلم أنها لم تعد تشعر بشئ لقد كان ألمها آلم انفصال الروح ولن يوجد بعدة آلم أخر .

62

أول تاج

دة أول واجب في حياتي البلوجية اجاوب علية ومع اني مليش في موضوع الواجبات والتيجان ده بس دة جالي من المدون عرفة الأسيوطي مدونة علي الطريق وبصراحة مينفعش اطنش لآنة عربون صداقة , يعني لو قبضت العربون هاخد باقي الحساب ومحدش يرفض النعمة ولا ايه وبهوذه المناسبة باقول من دلوقتي محدش يتعشم اني اجاوب علي واجبات وتيجان تاني ببلاش كدة , كلة بحسابة اه.
استعانا علي الشقي بالله .
1- ما أكثرَ شئ فعلتـَهُ وتركَ لكَ ألمًا نفسيًا ؟
سؤال صعب قوي هي حاجات كتير بس اخرها لما قررت أقطع علاقتي بصديقة ليا صحيح القرار كان صعب بس الأصعب خيانتها ليا وجرحها ليا .
2- ما أكثرَ حادثةٍ عامة ٍتركتْ لكَ جرحًا نفسيًا ؟
الحوادث اللي بتأثر فينا كتير بس حادثة الدويقة دي مأثرة فيا جداً حاسة اني حزنت بجد واتغميت قوي ربنا يصبرهم في مصيبتهم ويخلفهم أفضل منها اللهم أمين .
3- ما أكثرَ حادثة ٍ خاصة ٍ تركتْ لكَ جرحًا نفسيًا؟
حادثة انفصالي عن شخص كنت مرتبطة بيه الكلام ده كان من قريب بس كل ما يفوت الوقت اكتشف عمق جرحي .
4- هل تعيش ُ الآن قصة َحب ٍ تتمنى أنْ تنتهى بالزواج ِ ؟
لا طبعا انا لسة منزلة الستارة المحزنة عن القصة الأولي .
5- كيف َ ترى الآخرين َ ؟ كيف تحددُ علاقتـَكَ بهم ؟
انا اصلا بحب الناس وبحب اعرفهم و باخد الناس بحسن نية لحد مايثبت العكس.
الحدود بقي دي صعب احددها انا بتعامل بطبيعتي جدا او علي الأقل انا فاكرة كدة فمش بحط حدود بمعني حدود بسيب الوقت والظروف هما اللي يحددوا طبيعة علاقتي بأي حد اعرفة هاتبقي ازاي لا بيقرب مني وبثق فية لا بخرجة برة دايرة حياتي لا بيبقي في حدود المعرفة العادية وبس.
6- ما أكثرَ شئ ٍ يسببُ لكَ أحراجًا مع الآخرين ؟
حاجات كتير لآني بجد بحس اني بحرج نفسي كتير واحطها في مواقف محرجة يمكن لآني مش بتعامل بحرص قوي مع الناس او يمكن علشان بتعشم فيهم زيادة عن اللزوم بجد مش عارفة.
7- منْ هو أقربُ شخص ٍ إليك .؟ برجاء حددْ شخصًا مع عدم ِ الإلتزام ِ بذكرِ اسماء
لو كنت اتساءلت السؤال ده من حوالي شهرين كنت حددت , بس حاليا مفيش غير مجموعة مقربة من الناس اللي بحبها وبيتهيئلي انهم كمان بيحبوني.
8- ما هو حلمـُكَ لحياتـِك مستقبلا .؟ وما هو حلمـُك لوطنـِك ؟
مستقبلي فية احلام كتير قوي يارب احقق ولو جزء بسيط منها .
لوطني بقي احلام كتير بحلم ان الخير والحق والعدل يبقوا في كل مكان بحلم اني يوم مشوفش طفل نايم في الشارع ولا متسول , بحلم ان محدش يوم يشتكي من حق ضايع , بحلم أن بكرة يبقي فية مكان لأولادنا .
9- لمن ْ تمررَ الواجب .؟ ولماذا .؟
سؤال جميل وطبعا الجزء الشرير في نفسويتي بيقولي اني ادبس ناس بعينهم فية بس كان صعب عليا قوي
اقولكم اللي عاوزة ياخدة وكل واجب وانتم طيبين

تحديث
اخوانا في الدويقة في حاجة للشباب للمساعدة في رفع الأنقاض وتقديم الإفطار للعمال والأهالي هناك ياريت أي حد يقدر يروح يساعد ميتأخرش في مأساه هناك بكل المقاييس
38

ثلاثة عيون ساهره

خرجت إلي شرفتها بعد أن فشلت كل محاولتها للنوم ارتمت علي الكرسي وغاصت في أفكارها وبداخلها صرخة لقد تعبت لم اعد أستطيع أن أتحمل تعبت من أكون هامشاً علي حياتك من أكون دائماً في حالة انتظار أي شئ مكالمة تليفون حديث سريع ومقتضب مقابلة سريعة وأنت تتلفت قلق متوتر أصبح الأمر فوق احتمالي تعبت من دور هذا الظل القابع في الظلام أريدك أن تكون لي , لي وحدي هل هي أنانية هل هو حب امتلاك أم حق امرأة في رجل أحبته ولكني أحببتك في وقت خاطئ حيث أصبحت تنتمي لامرأة أخري أعطيتها كل شئ الحب البيت الأولاد عاهدتها أن تكون مخلصاً ما حييت وجئت أنا لأنقض هذا العهد هل يمكن أن تعي في يوم ما عذاب امرأة تتعذب من أجل أخري لا لن يمكنك ذلك لا الكلمات ولا الدموع ولا الحزن المخبئ في العيون ولا آثار القلق الطويل طوال الليل علي وجهي فكل هذا ما هو إلا محاولة للتعبير .
تعبت من هذا الدور المزدوج من حبيبة في الظلام لا يعرف عنها احد من سر أتكتمه وأعتبره كنزي الثمين من أكون دائما محل سؤال ماذا بك ؟
لماذا تتمنعين علي الرجال ؟ لماذا تبدين وكأنك مغرمة بشبح لا وجود له ؟ لماذا تنظرين هذا الفارس الذي لن يأتي أبدا ؟ لماذا لا تنزلين إلي أرض الواقع أفتحي عيونك الجميلة واسمحي للحقيقة أن تترائي أمامك لا تغلقي بابك في وجه الدنيا فلو أعطتك ظهرها لن تعود لتذهب من جديد ماذا علي أن افعل وأنا في منتصف الطريق بين رجل أحبه لن يكون لي ومجتمع رافض لي ودنيا فاتحته زراعيها وتنظرني علي هذا الطريق ماذا علي أن أفعل ؟

هناك بعيد جداً كانت هي في سريرها وقد جافاها النوم هو بجوارها يعطيها ظهره غارق في النوم ولا يشعر بها تتساءل في آلم يا تري بما يحلم الآن وبداخلها صرخة لقد تعبت نعم تعبت من وجودها في حياتك من شبحها الذي لا يفارقك من هذه الغامضة التي لا اعرفها من هذا الشعور المؤلم بان هناك أخري من هي ؟ ما شكلها ؟ ما سرها ؟ الذي يجذبك دوماً إليها ؟ ما الذي تملكه هي لا املكه أنا ؟ أنت لا تعرف ما الذي اشعر به لا يمكن أن اصف هذا الألم هذا القلق هذا الخنجر المسموم الذي تطعني به عندما أري ابتسامتها في ابتسامتك , عندما أسمعك تدندن أغنيتها في سعادة طفل صغير , عندما أشم عطرها في عطرك , أسمع كلماتها في حديثك , نعم لم تعد أنت من أحببت من تزوجت حبيبي لقد تغيرت , تزحف ببطء في دمائك تتملكك شيئاً في شيئاً وأنا هنا واقفة لا استطيع أن افعل شيئاً سوي أن أتمني أن ترحل في هدوء وتعود إلي ؟ لماذا ذهبت إليها وتركتني وأنا التي أعطيتك كل شئ الحب والإخلاص والعمر الحاضر والباقي ؟ لماذا قبلت أن تتركني أن تتخلي عني هل هذا ما وعدتني به هل هذه هي السعادة التي تنتظرني معك ؟ لماذا جرحتني هذا الجرح الغائر الذي لن أشفي منه أبدا حتى لو عدت إلي حتى لو ذهبت بلا عودة هل تستحق السنوات القليلة التي هي عمر زواجنا أن أقاتل من أجلها ماذا علي أن أفعل وأنا في منتصف الطريق بين رجل أحب ورجل لم اعد اعرفه ؟

في الناحية الأخرى يعجز هو عن النوم تتصارع الأفكار داخل عقلة يشعر بالضيق فيهم بالخروج من الفراش
- إلي أين أنت ذاهب
- إلي غرفة المكتب أراجع بعض الأوراق
يفتح كمبيوتره المحمول يتأمل صورتها ابتسامتها بحور عينيها الجميلتين يلمح بطرف عينية إطار صورة علي مكتبة فيها زوجته وأولاده يهوي علي كرسي المكتب وتضغط علية افكارة وبداخلة صرخة لقد تعبت قلبي ممزق بين امرأتين زوجتي حبيبتي أم أولادي معها بنيت هذا البيت اخترنا كل شبر فيه كتبنا علي كل حوائطه ذكرياتنا , تمشي علي أرضة أجزاء حية منها ومني أولادنا اخترتها بعقلي وقلبي وأعطيتها كل حياتي مازلت أحبها بكل جوانحي وينتظرني معها مستقبل حافل . وهي الجميلة الرقيقة الحنونة متي دخلت حياتي وكيف احتوتني وتملكتني كيف أعود بين يديها طفلا كيف تشغل بالي متي أصبحت اشتاق إليها أنتظرها أتوق لرؤيتها كلمة منها تسعدني وأخري تشقيني مع من ابقي ومن أرحل عنه ؟
يفيق من غيبوبة أفكاره علي طنين هاتفة وصلته رسالة منها (( أعرف ما الذي ستقوله ولن تستطيع أي كلمات أن تجعلني أتراجع عن قراري لم يعد بإمكاني أن أتحمل سأختفي للأبد لا تحاول البحث عني ))
مسح الرسالة كعادته أغلق جهازه وعاد إلي غرفة نومه كانت هي تخفي وجهها وتحاول ألا يشعر بدموعها تظاهرت بالنوم تمدد بجوارها أخذها بين أحضانة فشعرت ببعض الأمان المفقود معه وهمس لها أحبك . سامحيني .
Siguiente Anterior Inicio