29

إلتئام روح ( الخاتمة )

انا طبعا بعتذر عن التأخير الرهيب المريب ده بس بجد غصبن عندي لأن طلعلي فجأة امتحان اعمال سنه مكنتش اعرف عنه حاجة والحمد لله عدي علي خير ।
وكمان بجد بجد بعتذز أن الجزء ده طويل جداً لأني هاختفي مرة تانية لمدة لا يعلمها الا الله لغاية ما اخلص امتحاناتي علشان كدة نصيحة وياريت تاخدوا بيها ابقوا اقروا الجزء ده علي اجزاء ومتنسونيس من دعائكم.
وبجد ميرسي قوي لكل الناس اللي سألت عليا ربنا يخليكوا ليا يارب ومتحرمش منكم أبداُ
وإن شاء الله هابقي أرد علي كل التعليقات لأني كنت مستنية لما القصة تخلص خالص وبعدين ارد D:
ندخلي بقي علي الجزء الأخير
تري السيارة قادمة نحوها تعي ما سوف يحدث لكنها لا تستطيع الهروب وكأن جسدها أختار الاستسلام لهذا المصير في حياتنا أحداث تمر في ثوان معدودة لكننا نراها بعمق ببطء وكأنها تحدث في ساعات وكأن الزمن توقف عند هذه اللحظات – لا مجال للهروب علي أن أواجهه مصيري – تغمض عينيها في هذه اللحظة بين الحياة والموت تنفصل الروح عن الجسد وتترائي لنا كل الحقائق.
صوت الفرامل يعلو فوق كل الأصوات لحظات من الصمت من الترقب من الانتظار من الخوف تمر بطيئة تشعر بالصدمة يطير جسدها في الهواء لكنها هناك مازالت علي الرصيف تشاهد ما يحدث من بعيد تراقب هذا الجسد الذي يشبهها يهوي علي الأرض في عنف تهرول إليها ويهرول هو كان أول من وصل إليها .
تتجمهر المارة الكل يريد أن يعرف ما الذي حدث
- يلتف يميناً ويساراً – حد يطلب الإسعاف بسرعة – صارخاً
تلمس جسدها في حنان تعي مقدرا هذا الألم لكنها لا تستطيع فعل شئ ، لاشئ سوي الانتظار تنظر إليه بعيون محبه كيف يهتم بها لابد وأنه يحبها كما لم يفعل احد من قبل
تبدو في حالة مزرية تتنفس بصعوبة تظهر هالة من النور تنسحب بداخلها – يا إلهي -هل هذه هي النهاية؟ ما الذي يحدث ؟ ماذا في نهاية هذا النفق المنير ؟ هل أنا ميتة ؟ ......................
- كان في فراشة صغنتتة ترارررا لابسة بلوزة منقطة علي جونلة مخططة ترارررا
صوت يشدو بهذه الأغنية يتردد صداه في المكان هي تعرف هذا الصوت هذه الأغنية من أين يأتي هذا الصوت ؟
- كان في فراشة صغنتتة ترارررا لابسة بلوزة منقطة علي جونلة مخططة ترارررا
أنها تعرف صاحبته من أين يأتي ؟ لا أري سوي نور لكن الصوت ...الصوت يا إلهي أنها مريم تماماً كما كانت تشدو وانـ ..............
هاهي تهدد ندي الصغيرة تحتضنها كملاك صغير ، كلا ....إلا ندي ابتعدي عنها كلالالالالا
- كان في فراشة صغنتتـ..... تنتبه مريم علي صوتها فتتوقف عن الغناء
- ابتعدي عنها اتركيها أيتها القاتلة - تمد يدها لتشد ندي الطفلة تتمسك ندي بمريم أكثر
- اتركيها .... لن تدمريها هذه المرة لن أسمح لكي
- تحضن مريم ندي الصغيرة – تنظر إليها بوجه حزين – لست أنا من فعل هذا
تترك ندي الصغيرة فتهرول في المكان مطلقة ضحكات طفولية رقيقة
- ألا تذكرين من أنا ؟ هل نسيتني ؟
- لم أنسي انك قاتلة انظري- تمسك بجريدة قديمة – مكتوب هنا انك قاتلة ، قتلتي زوجك ، أبي ، هل تذكرين ؟
- بل أنتي من نسيتي - تقترب منها تلمسها تطلق في رأسها عشرات الذكريات ندي الصغيرة تلهو وتلعب تضحك مازالت بيضاء نقية ومريم تلهو معها – تطعمها – تحممها – تهدها – تغني لها – تسهر عليها وهي مريضة – تدغدغها – تمسح دموعها – تحبها
- توقفي ... توقفي
- حاولي أن تتذكري
- تضعها في سريرها تضع بجوارها دميتها تقبلها في حنان تغفو في سكينة وتخرج مريم من الغرفة
- كلا .... ليس هذا الكابوس .... لن يتكرر مرة أخري .... توقفي .... أرجوك توقفي
- صوت أنين مريم – هذا الصمت المرعب – الشبح يبعثر أرجاء الغرفة – هذا الخوف القاتل - كل شئ يحدث من جديد – لن يتوقف - أمسك بقدمها الصغير وهذه الصرخة الملتاعة لن يوقفه شئ لن يتوقف الآن ..........لكنة يتوقف يظهر تعبير مرعب علي وجهه يترك قدمها الصغيرة يحاول الوقف لكنة يترنح ويسقط علي الأرض كاشفاٌ عن مريم خلفه لاهثة تحاول أن تتماسك لكنها تنهار بجواره – تسيل دمائه علي أرضية الغرفة .
لاشئ يتحرك لدقائق تنادي علي مريم – أمي ...أمي لا تجيب تتشجع قليلا وتزحف من تحت السرير مرورا ببقعة كبيرة من الدماء تلوث يديها وقدميها وملابسها ترتمي علي مريم تبكي في مرارة وخوف أميييي ..... أجيبيني .... أمييي أرجوكي ...أنا ندي ........ندييييييييييييييي
- هل تذكرين كل شئ الآن ؟
أنها تتذكر الآن أنها تعرف ما الذي حدث – الأمر فوق أن تحتمل – أن تتحدث – ان ترغب في الحياة مرة أخري هذا الشبح البغيض لم يكن سوي ....... والدها
- آآآآآآآآه – صرخة مؤلمة أطلقتها عليها تخفف عنها لكنها لم تجد سوي حضن مريم – والدتها – لتسكب فيه كل هذا الحزن والألم ..........................
- لم يجيب أحد علي الهاتف في الصباح ذهبت عمتك سعاد لتطمئن علينا لم يجيب أحد علي الباب وسيارة أبيك كانت في مكانها فأمرت البواب بكسر باب الشقة
-------------------------------------
- اسم المريضة ؟
- ميرنا ... ميرنا كساب
- فين بطاقتها ؟
- في شنطة إيدها طبعا
- طب ثواني اجيبها من الأمانات ، معاك رقم حد من قرايبها ؟
- قرايبها – في اندهاش – لاء
- طيب هاجيب موبيلها كمان وهانحاول نشوف أسم أي حد يبان انه قريبها
تختفي الممرضة في نهاية الممر يرتمي علي كرسي الإنتظار وعينية معلقة بغرفة الطوارئ وقلبة يلهث بالدعاء
-------------------------------------
- نعم أذكر كانت تظن بأننا قتلنا كنا جميعنا مدرجين بالدماء عندما ارتميت في حضنك وبكيت حتى غلبني النوم لكني استيقظت علي صراخها وأخبرتها بأن وحشاً حاول سرقتي ليلاً لكنك أتيتي وأنقذتني وكنتي أنتي في غيبوبة أسرعت بطلب البوليس ثم
- ثم لم يعطني أحداً فرصة للدفاع عن نفسي كنت أنا الزوجة الشريرة التي قتلت زوجها من أجل المال بعد أن أنقذها من فقرها وأختارها زوجة وشريكة لحياته – لم يكن الحب ما دفع والدك للزواج بي بل كوني جميلة وفقيرة كنت إطاراً رائعا لصورة الرجل المثالي الذي يتزوج من أجل الحب وفي نفس الوقت لم أملك النفوذ أو السلطة لأحارب شره وشذوذه
- لكنك لم تدافعي عن نفسك
- لم يكن دفاعي ذا جدوي وكنت أريد
-------------------------------------
- انت قولتلي أسمها أيه ؟
- ميرنا
- ازاي مكتوب في بطاقتها ندي
- ندي ؟؟؟؟!!!!!
- ايوة حتي بص كدة البطاقة اهي
-------------------------------------
- كنتي تريدين حمايتي أنا أفهم الآن لم تريدي أن أوصم ببصمة من العار لن تمحي أبدا ، لكنك لم تتحملي ... لم تتحملي كل هذا الظلم لم تتحملي للنهاية وتركتني اواجه هذا العالم وحدي
- صغيرتي كان عليكي أن تواجهي مصيرك لقد فعلت كل ما أستطيع
-------------------------------------
- جيهان أنا عاوز أفهم أيه حكاية ندي دي ؟
- معرفش .. صدقني معرفش أنا أعرف ان اسمها ندي في البطاقة لكن طول عمري بقولها يا ميرنا
- طب ليه ... ليه تغير اسمها الحقيقي ليه ؟
- مش وقتة دلوقتي خالص ادعيلها تقوم بالسلامة
تمر الممرضة أمامة فيوقفها يسألها بلهفة – هي عاملة ايه ؟
- خرجت من غرفة الطوارئ وهاتدخل العناية المركزة
- طب ممكن اعرف الحالة إية بالظبط
- لا مش هاينفع لازم حد من قريبها أحنا لقينا علي موبيلها نمرة واحدة اسمها سعاد كساب كلمناها وقالت أنها عمتها وزمانها في الطريق
-------------------------------------
- لم يكن هذا مصيراً بل رحلة من العذاب بعد انتهاء محاكمتك استولت عمتي وأعمامي علي ميراثي وتكفلت شقيقتك بتربيتي لكن لا شئ في هذا العالم بلا ثمن كان علي أن أعي هذا الدرس صغيرة عندما عملت في بيت شقيقتك كخادمة بناء علي أوامر زوجها نظير ما ينفقه علي كان علي أن اجتهد في دراستي حتى لا أكلفة الكثير فيحرمني منها
- أعلم يا صغيرتي
- كلا أنتي لا تعلمين شيئا
-------------------------------------
- أنا رامي أبن عمتها ودي عمتها سعاد هانم كساب
- أهلا وسهلا أنا جيهان صاحبتها
- أنتي صحبتها قوي يا جيجي
- جيجي !!!!
- طب ياستي متزعليش يا آنسة جيهان المهم يعني هو أنتي صحبتها صحبتها ولا معرفة
-------------------------------------
- مرت السنوات وأنا أتمني الموت علي أكون في مكان أفضل لكنه لم يحدث أبدا، كان علي أن أتحمل كل شئ حتى لعنه وجهك الجميل الذي ورثته عنك لم يكن غريباً عندما شببت عن الطوق أن يري زوج شقيقتك أن علي أن أسدد ديوني بطريقة أخري كان يثير اشمئزازي وغضبي وعندما لم يستطع إلي سبيلاً طردني من بيته شر طردة مدعياً أني أحاول أغوائة مثيرا غيره شقيقتك كانت هذه فرصتها لتكشف عن غيرتها منك وكراهيتها لجمالك ، الذي لم تحظي به أبداً
-------------------------------------
- آآآه قولوا بقي كدة انتم جين علشان الفلوس مش علشان ندي
- لا يابنتي متفهميناش غلط ..... اسكت يارامي
- لا مش هاسكت وانتي مالك انتي دي قريبتنا واحنا حرين معاها عاوز تردي علي السؤال ردي مش عاوزة يبقي اتفضلي من هنا
- لا مش هاتفضل دي صاحبتي وحقها عليا اني ابقي جنبها عموما متتعبش نفسك ووفر وقت الشقة بتاعتها مفروشة وإيجار جديد والعربية مسددتش من أقساطها سنه حتي يعني لو بعد الشر جرالها حاجة أحتمال تدسددو ديونها
-------------------------------------
- لم يكن أمامي سوي بيت عمتي رجوتها لتقبلني عندها خادمة ووافقت علي مضض ففي النهاية مازلت من عائلة كساب لكنها لم تخبرني أن الخادمات في بيتها لهن وضع خاص كان علي أن أطيع سيدي – أبنها- في كل ما يطلب ، وقتها تعلمت أن جمالي قد يساوي شيئا ظننت أني ربما أستطيع الفوز في النهاية لو تمتعت ببعض الذكاء لكني كنت واهمة عندما مل من هذه الدمية كان عليه أن يستبدلها بدمية أخري.
-------------------------------------
- مين ده اللي يسدد يالا يا ماما يعني دي الحكاية طلع فيها دفع
- عيب كدة يارامي دي بنت عمتك
- بنت عمتي !!! مش دي اللي طردتيها من بيتنا من سنين ومن ساعتها محدش يعرف عنها حاجة
- في أسى واضح – كانت غلطة وربنا يسامحني
- ربنا يسامحنا كلنا جاية معايا ولا هاتخدي تاكسي
- انا بقول استني شوية اطمن عليها
- طب معاكي حق التاكسي اصل مش معايا فكة
- هه لا خلاص هاجي معاك
- خلي بالك منها يابنتي ربنا معاها
-------------------------------------
- تقترب مريم منها تحضنها في حنان بالغ تهدهدها كما كانت تفعل وهي صغيرة اعلم يا صغيرتي أعلم كل ما قاسيتي في هذا العالم الظالم لكن أنظري لما أنت عليه الآن أنظري لما بين يديك آلا يكفيكي هو كم يهتم لآمرك كم يحبك
-------------------------------------
- هي الحالة إية بالظبط يادكتور ؟
- من الناحية العضوية هي عندها كسور في ضلعين وهي في الجبس زي ما انت شايف وكان في إشتباه في نزيف في المخ لكن الإشاعه المقطعية طمنتنا أن مفيش نزيف الحقيقة مفيش أي سبب عضوي واضح للغيبوبة دي
- يعني ايه يا دكتور ؟
- يمكن يكون السبب نفسي
- نفسي؟
- أيوة ممكن تكون هي فقدت الرغبة في الحياة
- يعني مش ممكن تفوق
- أدعيلها ربنا معاها
يقترب من سريرها يهمس لها – أنا أعلم كل شئ ربما لست مستعدة الآن للعودة لكني أنتظرك يحتضن يدها في حنان بالغ – أنا بجوارك وسأكون دائما هنا دعي هذا الجرح يلتئم
مرت أيام وهو يأتي لزيارتها يتحدث معها بالساعات يسمعها موسيقاها المفضلة يقرأ لها القرء آن ( سورة مريم ) لكنة لم يفقد الأمل أبداً في أن تعود يقضي الأيام بجوارها أحياناً كانت تبكي – الطبيب يقول أنها ليست دموع لكنه تجمع السوائل في عينيها – لا يهم ما يقول انه يعرف أنها دموعها أن جراحها تشفي أنها لابد وأنها في مكان أفضل
في فصل الربيع عندما أزهرت الحدائق أحضر إليها طوقاُ من الياسمين وضعه حول عنقها وهمس لها أحبك
ابتسمت له وفي اليوم الثاني فتحت عيناها .
....... وبعد مرور شهر
كانت هي وهو في المقابر تضع شاهد قبر كتب عليه مريم .


Siguiente Anterior Inicio