46

أمير الليل

جائني ذا مساء قمري

فتح القمر فية صفحة عشق

قال انا أمير الليل

كوني أميرتي ، كوني شهرزادي

كوني كل ليلة امرأة جديدة احبها

اعتلي عرشي ،ارتدي تاجي

احملي صولجاني ،احكمي مدينة قلبي

كوني لي كل الأشياء

انا شهريار العاشق ، أبحث عن شهرزاد

انا قصة حب لا تنتهي إلا علي حدود الشمس

وماذا بعد بزوخ الصباح ؟

وسكوتي عن الكلام المباح

يسقط عرش مملكتي وتنتهي اساطيري

وتختفي مدائن عشقي وأفقد تعويذة سحري

لكن يا أمير الليل

ما هاكذا وفيتني حقي

من كانت مثلي لا ترضي

سوي بعرش مملكة حقاً

تحكمها نهاراً وليلاً

لا مملكة تتخفي خلف ظلام

انت لا تعرض عرشاً ،لا تعرض حباً

بل تعرض حلماً ،بل تعرض وهماً

مهما طال سينتهي سيحيله نور النهار إلي رماد

ما كنت انا ابداً لأقبل أن احيا علي أطلال مملكتك


علي الهامش :
إهداء إلي أمير الليل
29

إلي أين يأخذني جنوني ؟؟؟

تسألني إلي أين يأخذني جنوني ؟

يأخذني إليك . نعم إليك

الوقوع في حبك هو الجنون بعينه

فليقولوا كل ما يريدون

فليهددوني كما يشاؤون

بالنبذ , بالحرمان , بالخروج من جنتهم المزعومة

حسناً يفعلون

لكني أبداً لن أتوقف عن حبك

فجنوني قمة جنوني ان احبك

أنت من لم يكونوا يتخيلون أني سأقع في حبه

أنت يا حبيبي

فلا تسألني إلي أين يأخذني جنوني

لم أدرك كم احببتك إلا عندما رحلت

فالأيام بعدك لا أحسبها

لا أشعر بها

هي فقط تمضي لتقربني منك

هل عرفت الآن إلي أين ياخذني جنوني

يأخذني إليك فمرحباً بك أيها الجنون

- - - - - - -

أعلنت التمرد والعصيان

ولا وقت لكي أعود

من هذا الطريق المسدود

فأنا أعرف ان حبك نهايتي

حسناً فلأنتهي كما أريد لا كما يريدون

فلآكون تلك الفراشة التي أقتربت من النار فأحرقتها

مع الفارق فأنا أعرف أن نيران حبك تقتلني

ولن أقاوم فأنا أريد أن اموت

هل عرفت الآن إلي أين يأخذني جنوني ؟

أنا أسطر نهايتي

نهايتي التي لن يتذكرهها أحد

حتي انت

فأنا رغم كل هذا الحب

لست سوي سطراً واحداً في صفحات حياتك

سرعان ما تسطر غيرة وتنساه

سأهبك عمري كلة

ولكنك لن تعطيني سوي لحظات ولن تتذكرني سوي بكلمات

وبعدها لن اكون سوي ذكري باهتة سرعان ماتُنسي

فهل عرفت الآن إلي أين يأخذني جنوني ؟

36

العذاب الحلو

شيئاً ما جعل حواسها تنتبه من هذا السبات العميق فتحت عينيها ببطء في محاولة لإستيعاب الوقت الذي مر ، وما إن اكتمل وعيها حتي نفضت الفكرة عن عقلها بدا واضحاً أن الوقت مازال مبكراً علي الإستيقاظ تمددت في سريرها محاولة جذب النوم من اطراف أهدابها قبل أن يهرب لكنه عصي عليها رغم احساسها بثقل عينيها وكلما حاولت تنبه عقلها أكثر وأكثر .
تململت في مخدعها وتقلبت وضاق المخدع الرحب علي تقلبها كان الوقت بعد الفجر وقبيل الشروق وضوء النهار مازال يزحف علي إستحياء من بين جنبات الليل كل شئ يغلفه السكون وهواء الفجر العليل في هذه الليله الصيفية يبعث علي الراحة وإغراء ما للنظر داخلها للغوص في جنبات نفسها للتفتيش والبحث عن شئ ما لا تعرف ماهيته ولا كهنه لكن اعتمل العقل داخلها للبحث عنه وكأنها رحلة للإستكشاف فتركت نفسها لهذا التيار في شبه استسلام جذبت الغطاء الصيفي الخفيف علي جسدها شبه العاري بالملابس الصيفية المكشوفة حاولت ان تأخذ وضعية مريحة تساعدها علي الإسترخاء فاحتضنت جسدها في محاولة لبعث الإطمئنان داخله لكنها لمست جلدها المكشوف وتحسست لزوجة بشرتها الدهنية الباردة نقل إليها هذا الإحساس صورة من ذاكرتها تجمعت من خلالها كل افكارها الشاردة وكأنها وجدت نقطة للإنطلاق , كان هو يقلب صورها وهي طفلة تتلصص هي علية من الخلف مستمتعه بقربها منه وكلما قلب صورة اسرعت للنظر إلية متعجلة رد فعلة توقف قليلاً عند صورة لها بالمايوه - باغتها قائلا
- لية جسمك بيلمع كده ؟
- تحركت من خلفة وواجهته في استغراب يعني ايه ؟
- امسك بالصورة بطريقة المحلل وأردف - بصي لاحظي كده إنعكاس الشمس علي جسمك وجسم الباقيين اللي في الصورة هاتلاقي جسمك فيه لمعه شوية
- وريني كده – تدقق النظر في الصورة بعين متفحصه – اه فعلا عندك حق بس مش باينة قوي انت بتاخد بالك من حاجات غريبة
- لو انا زي بقيت الناس مكنتيش حبتيني ولا إيه ؟
ابتسمت في خجل مستدركة في عقلها الهدف من كلماتة مضيعه علية فرصة الرد بكلمات التأكيد والحب والإعجاب لإرضاء بعضاً من غروره – كم تكره فيه هذا الغرور وكم تعشق حبيبها المغرور-
لم يطيل أنتظاره لمبتغاه فلا أجمل ولا اسوأ من ان تعرف شخصاً كما تعرف راحة يديك فبادلها بنظرة ذات مغزي حملت معان كثيرة لا تعبر عنها الكلمات
- ايوة بس برضة مقولتليش ليه جسمك بيلمع كدة ؟
- معرفش
بحركة سريعة مباغته مرر يديه علي وجنتها فتحركت للخلف بسرعة في حركة تلقائية مخلفة تعبير غاضب علي وجهها
- مش قولنا ممنوع اللمس
- يتأفف في نفاذ صبر – طب خلاص هو أنا هاكلك !!!
سحب منديلاً من أمامه قربه تجاه وجهها ابتعدت قليلا فأمسك بها في عند محاولاً تثبيتها للحظه ضاغطاَ بالمنديل علي وجنتها بخفة وبسرعة وما لبث أن عاد أدراجة وكأنة أخذ عينة من شئ ما نظر في المنديل بتمعن أثار فضولها وعرضة عليها بعدم إكتراث فنظرت إليه وكأنه أكتشف أكتشافاً هاماً
كان هناك أثراً خفيفاً لبقعه صفراء خلفتها تلك المسحة علي المنديل رفعت رأسها في عدم فهم تتسائل بتعبيرات وجهها وماذا إذا ؟
اقترب من الطاولة التي تفصلهما وكأنه علي وشك أن يبلغها سراً وبصوت منخفض
- إنه أثر بشرتك الدهنية ، إنها لا تتعرق فقط بل تنضح زيوتاً مع العرق تبقيها رطبة وتترك لمعة خفيفه وشئ من اللزوجة
- لزوجة !!! قالتها في إمتعاض وكأنه يهنيها
- ابتسم في ثقته المعهوده دائماً ما تبحثين عن ما يغضبك في كلماتي لا عن ما اعنية حقاً
التقط حبة كرز من كأس المثلجات امامها ليلهو بها ويعذبها قليلاً في إنتظار أجابتة الشافية وأردف إنها ميزة فريدة من نوعها فبشرتك ناعمة مرطبة بشكل طبيعي أستطيع أن أتخيل ملمس جلدك في ليلة صيفية عليله الهواء ناعمة مصقوله الحواف بارده بعض الشئ مغرية للإلتصاق بها اكثر وأكثر
أصابتها كلماتة بشئ من الوجوم والدهشة يغضبها انه يعرف الكتير عن النساء ويغضبها أكثر عندما يفرغها من كل معانيها ويصبها في جسد جميل يشتهية كما يشتهي طفل صغير حبة من الفاكهة قبل موعد الغذاء فيطالب بها ويصر عليها ويبكي ويتدلل ويحاول ويحاول وما إن يحصل عليها تملئة نشوة الإنتصار فيقطم منها قطمة واحدة علي الأكثر ويلهو بها لفترة ثم لا يلبث أن يتركها لشئ يشتهية اكثر أخذت نفساً عميقاً لتبتلع غضبها ابتسمت في هدوء وتحركت بسرعه إلي جواره ليجلسا متقابلين وبدلال أنثوي لا يخلو من كيد الأنثي تمسك بذقنة مثبتة عينيها في عينية
- لك أن تتخيل كما شئت فالخيال جواد كل فارس يمتطية ، الفروسية الحق علي أرض الواقع في ساحات الحب والحرب فلابد لكل من أدعي انه فارس من جواد قبل أن يكون مطية وسمح لك بأن تمطية .
سحبت كلماتها الإبتسامة الواثقة من علي وجهه فهاهي تعيده إلي حيث كان علي أبواب قصرها وتبدو حصونها دونه منيعه كان يعلم أن النساء كل النساء تجدن المراوغة والقليلات منهن يمارسونها بأحتراف وكانت هي منهن تثيره دون إغراء حقيقي بلا تبجح ولا وقاحة أوخروج عن النص بل ببرائة وأنوثة تلقائية بعيدة كل البعد عن الإدعاء وتشعره بانه أقترب وأقترب وأصبح قاب قوسين أو أدني ثم في لحظة خاطفة تعيده هناك إلي ما بعد حدودها
أزعجتها الذكري وانتفض جسدها محاولاً إبعادها عن عقلها شعرت بمراره شديدة وصلت لحلقومها بنيران قاسية تشتعل بين جنباتها لقد أحبته فقط أحبيته للدرجة التي جعلت هذه الكلمة بلا معني الحب الإخلاص التضحية كلها معاني عرفتها معه احبته حتي النخاع سري منها مسري الدم في الوريد أمنت به فتحت قلبها علي مصراعيه ليدخلة دخول الفاتحين سمحت له أن يكشف روحها ويتغلل فيها ليسكنها أصبح قبلتها للحياة نذرت نفسها راهبةً في محراب حبه تحيا به وله أصبحت شيئاً اخر بوجوده نبع من السعادة تفجر داخلها لاحظه كل من حولها وتسائلوا عن سره .
أحبته للدرجة التي جعلت غروره يتضخم ويتضخم فظن أنه معبودها أن الحياه بدونه هي الموت فجاءت خيانتة صفعة قوية ضربة قاصمه سقطة مدوية طعنة غائرة أورثتها ندبة قبيحة علي قلبها تذكرها بشناعه فعلتة كلما تحسست أو نظرت داخلها لم تكن خيانته مبرره أو ذنب يغتفر لم يخنها مع إمرأة أجمل أو اذكي أو أحبتة أكثر منها بل خيانة كأقبح ما تكون الخيانة ، خانها علي فراش عاهرة رخيصة تبيع نفسها كل يوم لرجل الحب عندها سلعه تباع وتشتري كلمات تلقيها علي مسامع كل الداخلين إلي فراشها خيانته كانت السلاح الذي قتلها به ، نعم قتلها بدمٍ بارد وغرور رجل بلا قلب.
تحول كل هذا الحب إلي كراهيه قاسية لا تعرف الرحمة رغبة عارمة في الإنتقام في تحويل حياتة إلي جحيم أصبحت تكره كل شئ فيه صوته الرقيق الهادئ الساحر تحول إلي نعيق غربان تحمل نذير الشؤم ، ضحكتة المجلجلة الرنانة الخارجة من القلب أصبحت مبعثاً علي الضيق كصوت بومة يأتي صوتها من ظلام غابة موحية بأنها مقر إبليس ، اعمتها كراهيته عن رؤية أي شئ أخر أصبح هدفها تعذيبه بوجودها في حياته فأصبح شغلها الشاغل أن تشعره بالضيق أن تجلده بإحساس الندم أن تكمل حياتها بدونة علي مرأي ومسمع منه أن يكون عقابه أن يتوه باحثاً عن الحب ولا يجده
كم تألمت كم تمزقت كم شعرت بالشوق والحنين يغلبونها إليه فتأتي خيانتة لتشعل نار الكراهيه لتقتل كل مشاعر له داخلها
كرهته بقدر ما أحبته لكن لم يطغي أحدهما علي الأخر داخلها لم تنتصر المحبة فتطفئ نار الكراهية ولم تنتصر الكراهيه فتحرق المحبة بل ظل قابعاً داخل قلبها كلعنه إغريقية تطاردها طوال عمرها تتعذب بحبه وتتشفي بكراهيته
تستمرئ هذا العذاب الحلو طالما يتعذب به هو الآخر لا يهم إن أحبت بعده ألف رجل لا يهم إن وطأئها دونه ألف رجل فهو لها وهي له ، يشتهيها وتشتهيه ، يعشقها وتعشقة ، تهيم به ويهيم بها ، يعذبها وتعذبه ، يبغضها وتبغضه وبينها وبينه المستحيل انه الحب حينما تلوثة الكراهية أو الكراهية عندما تغلف الحب هي لا تعلم ولا هو يعلم ولا أحد يعلم لما يوجد دائماً أناس نحبهم ونبغضهم يجذبنا إليهم الحب وتدفعنا عنهم الكراهيه وبين هذا وذاك عذاب العسل المر.


Siguiente Anterior Inicio