2

كراميل



لدى سر خطير أعترف به ... ستعطينى أذنك الآن وتنتبه جيداً لما سأقول ... سيدور في رأسك ألف فكرة وفكرة في أقل من جزء من الثانية عما هو سرى؟ وماهيته؟ وخطورتة.....

حسنا سأتوقف عن لعبه التشويق هذه وسأخبرك بالأمر
كل ماهنالك انى ....انى ... لا احب الشوكلا!!

لا تنظر إلي هكذا ... اعلم ان عشق هذه اللعنة السوداء مرهون بالنساء وكأن هناك قاعدة خفية تقول " كلما عشقتى الشوكلا أكثر صرتى امرأة أكثر" 

قبل ان تتهم أنوثتى بالجحود لرفيقة النساء ومعشوقتهم عليك أن تعرف انها هى التى نبذتنى أولا ... نعم .. فعلت بكل قسوة عندما تحالفت مع جيناتى الوراثية واصبحت اتحسس منها 

لماذا ؟ّ!! لماذا انا بالذات ...؟؟ اوتعرف في طفولتى كنت أحبها جداً وجداً وحاولت كثيراً وكثيراً أن اجعلها تحبنى هى ايضاً لكنها ابت ذلك وكأنها تعاقبنى علي خطأ لم أقترفة ... كم من مرة منعتنى والدتى عنها رفقاً بى وكنت أظن وقتها أنها تريد أن تحرمنى منها – سامحينى علي سوء ظنى بك امى – 

كنت اتحايل عليها وأشتريها فى الخفاء او احصل عليها خلسة من اشقائى وابحث عن ركن قصى لأنفرد بها احدثها والاطفها وارجوها الا تكشف امرى ويجتمع فى يدى لذتان لذه حصولى علي الشكولاتة ولذه الشعور بالمغامرة وانا اخالف اوامر أمى.

 وما اكاد ابتلع تلك الخبيثة حتى يرتجف جسدى وتقشعر اوصالى ويبدأ جسدى فى الفوران من الداخل واطفق احك جلدى وكأن بى مس ... وكأن الاف النحلات تلسعنى ... كم كنت اشعر وقتها بالعجز واليأس والكره ... نعم كنت اكرهها جداً ... ابكى الماً وحزناً وانادى والدتى وانا ارجوها ان توقف هذا الألم.

تأتى مسرعه تفحصنى وترتعب لجسدى الذى تحول للأحمر تسألنى بتوتر – أكلتى ايه ؟؟؟
لا اجيب فتفهم – شوكلاتة !! برضة مفيش فايدة 

أشرب دوائى وأخذ حماماً دافئاً واتدثر بغطائى واطرق افكر .. لماذا تكرهنى الشوكلا ؟ تأتينى والدتى بكوب لبن دافى تحضتنى وتواسينى – حبيبتى انا مش بحرمك منها ، بس هى بتتعبك في حد يحب الحاجة اللي بتتعبه.
كانت هذه قصتى المحزنه معها والان قل لى بالله عليك لو كنت مكانى هل كنت ستظل مخلصاً لها ... باقياً علي حبها ... وفياً لأسطورتها مع النساء؟

المثير فى الأمر كلة انى تخطيت احزانى وتعاملت مع رفضها لى واكتشفت ان الحياه بها الكثير من اللعنات الآخرى التى عوضتنى بالتأكيد عن ما فقدتة معها

لقد أكتشفت الكراميل تلك اللعنة الذهبية اللامعة المغرية الشهية ... انت لا تستطيع ان تقاومها ان انت رأيتها ... تذوب فى فمك على مهل مخلفة هذا القوام المخملى وطعم السكر المحروق المر فيختلط فى فمك الحلو والمر في عبقرية تذهلك و ....

لماذا تحدجنى بهذه النظرة والإبتسامة التى تعلوا فمك ؟

ربما تتسأل لماذا أخبرك بسرى الآن ، حسناً انه اعتراف صعب على نفسى ولكن المرة القادمة حينما تفكر أن تهدينى شيئاً فلا تختار الشوكولا ... انا لست كباقى النساء أحب الشوكلا ... انا امرأة تعشق الكراميل.
Siguiente Anterior Inicio