تخطو ببطء داخل شقتها تتأملها للحظة ما الفارق بينهما وبين المقابر لاشئ ، لا شئ سوي هذا الصمت هذه الوحدة التي تحياها منذ سنوات ، ما فائدة كل هذا الترف إذا كانت الوحدة هي ما تغلفه .
ترمي حقيبتها تجر جسدها المتعب وتلقي به علي السرير تحدق في لاشئ عقلها لا يردد سوي شئ واحد مريم ..... مريم ....مريم
يتبدد صمت المكان برنين هاتفها تنتبه كل حواسها تتعرف علي المتصل من الرنة شعور غريب بالراحة ممزوج بالفرح تسرع بالبحث عن حقيبتها تروح وتجيئ بسرعه لا تريد أن تفقد الإتصال ها هي الحقيبة الغبية تلتقط أنفاسها تبتسم لتخبئ الحزن في صوتها
- ألو
- وحشتيني
- تتسع أبتسامتها – طب فينك من الصبح ؟
- أنتي اللي فين مروحتيش الشغل انهارده ليه ؟
- ابداُ كان عندي كام مشوار
- طب وحشتيني مش هاشوفك ولا ايه ؟
- بدلال انثوي أمممممممممم افكر
- بشئ من الحزم والثقة - لا مش هاتفكري ساعتك كام ؟
- اتنين ونص
- خلاص معادنا خمسة
- ضحكة خفيفة – ماشي
- يلا سلام بقي
- استني مقولتش فين ؟
- مكان ما انتي عارفة
يغلق الخط كم يهوي ان يكون صارماً غامضاً تلقي هاتفها علي السرير ومعه كل احزانها التي بددها صوتة تدور في حلقات بفرح طفولي لا تعرف مصدره ، تتذكر فجأه انها لم تأكل منذ الصباح اتجهت إلي المطبخ في الطريق لم تنسي أن تدير اغانيها المفضلة يعلو صوت الموسيقي فتتحرك بخطوات راقصة تريد أن تغير مزاجها أن تنسي ولو لساعات كل جراحها أن تخفيها بالإبتسامة والرقص انها كمن تضع مساحيق التجميل لتخفي عيباً في وجهها اما هي فتخفي جروح قلبها وهذا الجرح الغائر داخل روحها .
تأكل بشهية تفتقدها من زمن يمر بخاطرها تبتسم لماذا ؟ لماذا هو يملك هذا التأثير بالتأكيد ليس الأكثر وسامة ولا الأكثر ذكاءاً ولا الأغني لكن .....به شئ غريب شعور بالراحه بالسعاده ينتابها وهي معه يتوقف عقلها عن التفكير يتوقف الزمن عن الدوران هو فقط من يستطيع فعل ذلك ... ربما لأنه ليس كالآخرين ؟ ربما لأنه يعاملها علي انها شئ مختلف ربما ينبغي الا تعرف سره فيفقد سحره ... تريحها هذه الفكرة تنهي طعامها تستعد للخروج ماتزال لا ترغب في القيادة وخاصة ان موعدها في وسط البلد سيخنقها الزحام بالتأكيد سأركب المترو ، تحزم أمرها تضع نظارتها الشمسية تدير مشغل الأغاني ترفع صوتة لأقصي درجة – ربما الوقت متأخراُ بعض الشئ علي إرتداء النظارة – لكن هكذا تحب ان تكون مختفية لا تزعج نفسها برؤية عشرات الوجوه بكل تعابيرها سماع غوغائهم حكاياهم التي لا تنتهي
تعرف وجهتها جيداً هنا سارت معه عشرات المرات في هذه الشوارع التي يحفظها هو عن ظهر قلب يعشق وسط البلد بسحرها بانماط البشر التي تغويهم ويصبحون مريديها ومرتاديها من محلات ومقاهي وأرصفة
تراه من بعيد تتسع ابتسامتها تنفصل عن ماحولها ويصبح هو وجهتها يعلو صوت فيروز في سمعات أذنها اشتقتلك .. اشتقتلي ... تعرف شو عم بتقولي
تواجهه بابتسامتها ينتبه إليها فيقف مبادلها ابتسامتها تعبر الطريق إلية فتمتلئ عنيه بالشوق – طيب انا عم قولك اشتقتلك اشتقتلك ( صوت فيروز ) – تعلو وجهه فجاه نظره غريبة تحاول فهمها تستمر في السير ، ينظر للإتجاه الأخر في رعب تحاول إستيعابه تنظر إلي حيث ينظر انها......انها سيارة قادمة نحوها بسرعه يحاول السائق ان يتفاداها لكنها عبرت فجأه امامة , يرتفع صوتة كلالالالالالالالالالا
........................... يتبع