ثقوب صغيرة

صغيرة هي تلك الاشياء التي تترجم مشاعرنا , وكم يكون من الصعب أن نصارح أنفسنا بها. وكم تكون دهشتنا عندما ندرك حقيقتها.

جالست ذات مرة رجل أعطتة السنون الحكمة تركني استرسل في كلامي وألقي علي مسامعه تاريخي وحينما انتهيت من كل حكاياتي أطرق للحظات وكأنة يزن كل أقوالي ، صوب نظره إلي عيناي وأخبرني في صوت يرن فيه الصدق أنتي واهمة يا عزيزتي لم يعرف قلبك الحب بعد.

إتسعت عيناي بالدهشة

- كيف ذلك وصحيفة سوابق قلبي تحمل قصتين !!!

- أخطأتي التسمية واختطلت عليكي الأمور ليس إلا

هززت رأسي وقلت – ربما

لم تكن تلك أجابة فقد حدثني نفسي بأنه رجل حكيم ولا شك صقلتة التجارب وعلمتة السنون لكن ما ادراه بي ؟؟ انا أدري بي منه وهذا هو حالي

كم تكون قاسية ومره إكتشاف خديعتنا لأنفسنا

لا شئ يرحل للأبد فالأيام تدور ومن تركناه بالأمس خلفنا نقابله غداً أمامنا ، فإين المهرب من اقدارنا ؟؟؟

كم مؤلم أن تتقابل الوجوه وقد أصبحت مختلفه ، من كان يحمل في قلبة المحبة أصبح علي النقيض

لماذا علينا دوماً أن نمر بتلك التجارب ؟؟؟ أن نتسائل كيف يتغير كل شئ من حولنا ولا يبقي سوي صندوق ذكريات !!!

هؤلاء الذين صنع وجودهم علامة علي حائط أيامك ، يتقلصون ... ينكمشون ... ذات يوم يختفون ويتركون علي هذا الحائط ثقباً صغيراً.

كم ثقباً في روحك ياتري ؟؟؟

تلك التفاصيل الصغيرة ... أحاديث الصباح ... طعم القهوة المحلي بوجودهم ... غلالة رقيقة هشة تغلفنا بشئ من السعادة سرعان ما تنقشع ويغمرنا نور الحقيقة كاشفاً عن تلك الثقوب.

تطأطئ الرأس فتبصر أنعكاسك علي الأرض ظلال شئ كان يوماً أنت أصبح مهلهلاً بثقوب صغيرة صغيرة هي آخرون

أين ؟ وكيف ؟ ومتي ؟ لا شئ فقط إنها الحياة.

لا أملك سوي ان أفتح صندوق ذكرياتي أنفض عنه التراب وأعيد ترتيبة وأضع هؤلاء الجدد بعناية فلا شئ سوي النسيان يستطيع رتق هذه الثقوب.

نعم لم يكن حب أبداَ لا لأحد او لشئ تلك كانت خدعة كبري ... سعدت بها حينها نعم وما أشقاني بها الآن.

لم يبقي سوي أن أغلق الصندوق وأزيحه جانباً ، يوماً ما سأري ظلي بلا ثقوب