2

عن التعلق والعتق

 




(1)
عن هؤلاء الذين يجيدون التعلق بالآخرين ... عن الذين يجيدون بدء الحكايات حيث لا بداية ووضع الفصلات والنقاط. عن وصل ما انقطع قبل النهاية بقليل وتغطية فراغات الفراق
" الإنسان هو نهر يا عزيزتى لا ينزل الآخرون إليه مرتين ونهر أعوامك قد جرى وأصبحتِ خلقاً آخر "
لقد تعلمت الدرس – دوماً أكره النهايات المبتورة – توشى ببدايات أخرى ما إن تنتهى حتى تلبث أن تبدأ

انا أدرك ان الآخرين أنهاراً لا يعودون مثلما رحلوا وأنكر على العائدون تجاهلهم لهذه الحقيقة وأشفق عليهم من إصرارهم على أنهم من كانوا ذات يوم أو أنهم سيظلون للأبد هم ... هم !!!

البعض ننسج بيننا وبينهم خيوط عنكبوت ما إن تنقطع حتى تلبث أن تنغزل من العدم لا هى تتركنا إلى الفراق ولا هى تشد وثاق أحدنا إلى الآخر.

(2)
خيوط العنكبوت الواهيه تتشابك وتضيق ويعلق فيها جزء من الروح أسيراً للتعلق ونهر العمر يجرى والخيط الغير مرئ لا ينقطع.
وخواء الروح الأسيرة هناك تعوى فيها رياح الإفتقاد ، وصدى الذكرى
والجسد موشى بهاله من ألم خفى ... واحتضار بلا موت
والخيط يتشابك والنسيج يضيق وفلول الروح تصدأ والبقايا المبعثرة هنا وهناك تتأرجح على خيوط التعلق
ويصير كل شئ إلى ابتذال ... الأحاديث المكررة ... الطرق التى حفرنا على ذاكرتها آثاراً ... النظرات الكاذبة مجاملتهً ... ومشاهد عبثية من محاولات احياء من ماتوا معنوياً داخلنا – اغتلناهم – انتحروا – ام اغتالوا فينا شيئاً – يصير الكل فى النهايه إلى العدم ... إلى الأسر ... إلى الخيوط الواهيه

والنهاية قادمة بلا محالة ... ينقطع الخيط وتنحل عقده ويتحرر الجزء الأسير منك ... وكطقس سحرى يرتد إليك بعضك ويسرى فيك بعض من حياة ... تلتحم أنت بـ أنت

يأتيك صك عتقك أو تعتق أنت نفسك وتشارك بمراسم الوداع المهيبة يكللها الصمت.

لكل من أهدانى عتقاً أهديكم نسياناً

2 قالوا رأيهم:

بِنت نُكتة

لكل من أهدانى عتقاً أهديكم نسياناً

تحياتي :)

نيللي علي

بشراً كثيرون نتعلق بهم قلبا وروحا بل بكيانه وهم لا يقدرون تظل أرواحنا متعلقة بهم إلا أن يأتي اليوم ونسأمهم ونمل من أحاديثهم وهنا يكون روحك قد أعلن التحرر والعتق عنهم!

جميلة جدا:)

Siguiente Anterior Inicio