كأن عقلي مدينة من الأشباح أري أفكاري أطيافاً تتحرك حولي أحاول الإمساك بها فلا أستطيع أصبحت أفكاري تعذبني تؤرقني تحرمني من النوم أطاردها ليل نهار وأحاول أن أكون صائد أفكار أو أشباح فلا استطيع كلما أمسكت بواحد وأطبقت عليها رأيت أخري تنادي فاتبعها في ذهول وانقياد كأنها حورية البحر التي أتت لتسرق عقلي وتتركني للجنون أغوص داخلها وابدأ معها أتألم إذا تألمت أبكي إذا بكت أسعد إذا سعدت وإذا بثالثة تقاطعني تناديني وتجذبني إليها وهكذا أسير بين أفكاري مشدوهة أنها كالكنز الملعون المكتوب علي صندوقه "انك لن تستطيع أن تخرج إلا بقطعة واحدة منه وإلا ستصيبك اللعنة لبقية حياتك" وتقول لنفسك هذا سهلا سآخذ واحدة تعجبني لكنك تضيع داخل الصندوق وتمر الساعات والأيام والشهور وأنت تفاضل وتختار تقع في حب قطعة تظن أنها الأجمل والأكمل والأثمن وقبل أن ترحل تري أخري وهكذا وتعرف أن اللعنة الحقيقية هي انك لن تخرج من هنا أبدا فقد وقعت في حب الكنز كله.
رويدك يا أفكاري رفقا بى لقد أصبحت حملا أنوء به أصبحت معذبتي ربما لأني تعود علي قهرك علي كبتك علي سجنك داخل عقلي وقلبي تعلمت كيف احتفظ بك لنفسي ربما أنت تنقمين مني الآن ربما رفعتي راية العصيان واستعصمتى مني لكن هل تذكرين أياماً كنت أخرجك فيها اريك لصديقة وصديق كانوا يفهمونك يتقبلونك لكن - واه من لكن هذه - لعنة الله علي هذا الزمن الذي أصبحنا نفقد فيه الأصدقاء من دون سبب ولا وعي أعرف أنى أخطأت في حقك لكن خوفا من ألا يفهمك احد من ألا يقدرك احد من ألا يسمعك أحد أو يشعرك بك فأنت في النهاية بعضا مني إلا لم تكوني كلي أعرف انك لسنوات طرقت أبواب عقلي دون أن أجيب كنني بإصرار وإلحاح تحاولين وتحاولين لكني تجاهلتك وقمعتك والآن أحاول.... أحاول أن أعوض عنك فساعدني ربما تكونين أحلام طفولة أطاردها ربما حلم لن أستطيع تحقيقه ربما صدى روحي ربما محاولة لفهم ذاتي لكنك تستحقين فرصة في الحياة في الخروج في التعبير عن نفسك التي هي نفسي فساعدني أن أجد هذه النقطة وربما هذه هي نقطة البداية.