... موعدنا اليلة الساعه التاسعه ، كعهدنا منذ ليال عده ، أنها المرة الأولي التي أخلف فيها موعداٌ ، في تلك الحجرة ألملم أشيائي ، علي طاولة صغيرة بجوار سريري تذكرة السفر.
جئت إلي هنا تعبة من الغربة والترحال. كنت اتسائل ما آن الآوان لأرسو علي مرفأ ، لكنك لست سوي جزيرة غامضة وما عدت أتحمل عقبات الإستكشاف.
ربما علي أن اسكت صوت القلب وأستمع لصوت العقل ، عقلي يخبرني أنها مجرد بداية كتلك البدايات. يتسائل في مرارة هل سيكون حلماً أخر مجهضاً ؟؟؟
يحذرني في جدية تكرار الإجهاض قد يصيبك بعقم الاحلام.
تدق ساعه الميدان بعنف أنها السابعه ... ألتقط الإطار الذهبي أشتريتة خصيصاً لصورة قد تجمعنا – ربما في عالم أخر – أضعه في حقيبتي وأغلقها.
الليله كان موعدنا في ذلك المطعم الصغير فوق الصخرة المطلة علي البحر ، علي هذه الطاولة في الركن القصي.
كنا سنحكي حكايات لم نحكيها بعد ، سنروي قصصاً لم تروي من قبل بينهما ضحكات بريئة ، سيتحدث صمتنا بلغه لا يفهمها سوانا ، بين غضبك ورضاك ، بين لهفتي وفضولي هكذا نحن دوماً بين بين.
كنت سأطلب هذه الليلة عصير التوت الأحمر بدلاً من البرتقال ، كنت سأرتدي ثوبي البنفسجي ، وشالي الحرير الأحمر فالشاطئ بارد في المساء بعض الشئ. وسأجدل شعري الغجري كي لا يعبث به هواء البحر فيعكر صفو أمسيتنا.
تدق ساعه الميدان بعنف أنها الثامنة ... لم يعد هناك وقت أحمل الحقيبة ستغادر سفينتي في التاسعه.
في عكس اتجاه المطعم أسير ، ربما هو الآن يستعد لموعدي بأختيار ما سوف يرتدية. ربما يغفو قليلاً بعد عناء يوم في العمل ، أبتلع مراره تذكرة بصعوبة وأمضي.
في الطريق أفكر ماذا لو ذهبت الليلة وجلست إلي طاولتة ؟؟ أسأله ببساطة هل تقبلني امرأة لك ؟؟؟
سيتراجع للوراء .. يعقد حاجبية الكثيفين ، يصمت وكأن عقلة يعيد تكرار جملتي مرات ومرات ليستوعبها من كل جوانبها، سيتطلع إلي في شك .. ربما في الأمر خدعة.
الرجاء في عيني سيخبره بأنها ليست بخدعه ، لحظات من الصمت ستقتلني. ربما ابتسم أبتسامتة الجميلة تلك وأجاب بنعم.
ربما أبتسم في مجاملة وهز رأسه بكلا ، وفي دبلوماسية يقول لماذا لا نكون أصدقاء؟
سأهز رأسي بنعم لآن صوتي تخنقة الدموع ، ستكون سفينتي قد رحلت وأتجرع أنا مرارة الآلم مرات ومرات.
ينتزع مني الحمال حقيبتي فأتركها في أستسلام. أهذا كل شئ ؟؟ - يتسائل – أهز رأسي بنعم.
علي مدخل السفينة انهي معاملات السفر – أحصل علي ختم مغادرة – في منتصف الجسر الخشبي أنظر للمدينة مودعه ، ترفض الدموع أن تنهزم فلتقاوم إذن للنهاية.
من داخل قمرتي الضيقة أنظر من النافذة .. تطل علي ذلك المطعم – يال سخرية القدر.
تدق ساعه الميدان في عنف معلنة التاسعه .... ربما الآن قد وصل ، ربما الشحاذ العجوز عازف الكمان يستعد هو الآخر ليبدأ العزف. من كان يدري ربما كنا سنرقص هذه الليلة في الميدان الصغير علي أنغام الفالس التي يعزفها الشحاذ ... ندور... نبتعد ... ونلتقي ، نضحك في سعادة طفلين بعد انتهاء الرقصة ونلقي له بعض العملات المعدنية مغلفة بالسعاده.
ينطلق نفير السفينة معلنة مغادرتها للشاطئ .. هكذا بلا وداع.
أجلس علي السرير الصغير تشير ساعتي للتاسعه وخمسة عشر، أنه هناك الآن مل الإنتظار بلا شك ، ينفخ في ضيق ، ينظر إلي ساعتة وتحدثة نفسة في حنق أين هي بحق الجحيم ؟؟... سيلتفت إلي مدخل المطعم لعلي قادمة. ستصتدم عيناه بتلك الفتاة علي الطاولة المقابلة ، هي أيضاً تأتي كل ليلية لتنظر مجهول تمل من إنتظاره فترحل في صمت.
ضبطة أكثر من مرة يسترق النظر إليها كنت وقتها ألتفت إليها في غضب ، أحدجة بنظرة نارية فيبتسم في حرج ويغير من مسار الحديث لأنسي وجودها.
تهامسنا عليها مره فأخبرني بأنها جميلة .... حزنها جميل... وأنتظارها غامض........
التاسعه وعشرون ، أيقن الآن بأني لست قادمة ، سيتنهد في عمق سيطرق برأسه الأرض لثوان يرفعها وقد حسم أمره. سيلتقط زهره النرجس من المزهرية التي أمامة، سيتوجه لتلك الفتاة سيقدمها إليها بأبتسامة.
ستنظر إليه بدهشة ، سيبتسم لها تلك الإبتسامة التي يعرف انها ساحرة ، سترد بإبتسامة مشوبة بالحذر. يقرب منها الزهرة ليعيد تقديمها وبصوت حنون سيخبرها بأن من أخلف موعدها جاهل تعس. ستأخذ الزهرة وهي تضحك ضحكة ممزوجة بالآسي تنظر للآرض في خجل.
سيسحب الكرسي ويجلس في جرأة تدهشها وقبل أن تفكر في شئ سيسألها لماذا لا تكونين ضيفتي الليلة ؟
ستربكها دعوته بشدة ويتوقف عقلها عن التفكير في حركة غريزية ستنظر للباب خوفاً من أن أكون قادمة – لا شك أن كثرة ترددها علي المكان أوقعها في مواقف كثيرة غريبة محرجة – ستنظر معها لمجراتها ... تتقابل عيناكما للحظة فتبتسم إبتسامتك الحصيفة ، ستعلو عينيك تلك النظرة الواثقة التي يشوبها بعض الغرور – تعلم حتماً انها نظرة تأسر النساء- بنفس الصوت الحنون والإبتسامة الحصيفة
- لقد أخلفت موعدي لا أظنها قادمة
ستدنو منها وكأنك علي وشك إطلاعها علي سر وبصوت هامس
- ولا أظنه قادم هو أيضاً تلك الليلة
ستعلو عنيها دوامات من الحزن سترمش جفونها لتخبرك بأنها توافقك الرأي – لم تتعود علي تقبل تلك الحقيقة بعد –
ستنفرج أساريرك تتراجع للوراء لتسند ظهرك علي الكرسي في زهو المنتصر ، ولم لا فقد ربحت أولي الجولات. ستسألها في فرح طفل حصل علي هدية للتو
- ماذا ستشربين ؟
- بصوت مرتعد ستسألك ماذا ستشرب أنت ؟
- بدون تفكير ستجيب عصير التوت الأحمر
ستبتسم في مجاملة وتهز رأسها وبصوت أكثر ثقة
- وأنا أيضاً
15 قالوا رأيهم:
جمييييييييييييلة
برافو عليكى بجد
انتى رائعة :)
ميرا..
تندرج تلك القصة تحت المدرسة الرومانسية
حيث المشاعر الجميلة
ابدعتي حقا في نقل المشاعر بكل انسيابية
تعرفي انا بجد عيني هتدمع
بساطة
عمق
مشاعر متدفقة بكل هدوء((تضاد غريب ))
بطلة تعشق..
لكنها تهرب بتلك السفينة
ولكن عقلها وقلبها يعودان ويشاهدون ذلك الحبيب وهو يحاول ان يتماسك ويعيش حياته لكن قوى الحب تربطه "شراب التوت الأحمر "
في الخيال ظلت بجوار من تحبه
لكن في الواقع هربت وتركته وحيداً وأخلفت موعده .
ميرا..
ما أروعك !
نيجــر
يكره البعض الانتظار
فيختار نهاياته بيده
و بعد اختياره
يقنع نفسه بانه كان ضحية
حتى يستطيع الحياة مع اختياره
القصه رقيقه وحلوة والرومانسيه الحالمه بتشع منها لكن ليه يا ميرا رغم حبها الشديد له قررت انها تسيبه ؟
اهههههههه يا قلبى
ميرا تغيب تغيب و ترجع بكلام فى القلب على طول
بس ليك وحشة
يعنى ركبت المركب و مختاريتش تبقى طرف ثالث يتفرج على الانتظار بتاع فطوم :-))
القصه روعه بكل المقاييس
فيها شويه مشاعر بجد تخلى قلبك ترفرف
بس عيبها الوحيد ان الجزاير فازت
:((
يا سيدي ولما الحياه هتبقى فله قوي كده بعدها زعلانه ليه بقى
الراجل هيعيش حياته خالص في ثانيه واحده بعد رحيلها يبقى هي اصلا مقتنعه انها بالنسبه ليه مجرد وقت بيتقضى وخلاص تاعبه نفسها ليه وتابانا معاها وتقف على الجسر وتبص من الشباك بتاع السفينه واحاجه مرار خالص
تروح بقى تشوف حالها ايه الناس الخيخه دي مع اعتذاري للبنت نوران الخيخه الأصلي
المهم يعني خلي بالك انتي بس من الشتا والبرد ومتكتبيش قصص من اللي فيها بحر وسفن دي علشان الجو برد وانا عمال ابربر ومش ناقص شوفيلنا قصه تكون في الشمس كده اهي تخرج البرد اللي في جتتي
ههههههه
بس الحق يتقال القصه محبوكه ومكتوبه حلو قوي برغم اني اول لما شفت البوست قلت ده طويل قوي يا رغايه انتي بس مجرد ما بأت قرايه فقلت عيني تجري مع السطور بدون ما اخد نفسي حتى لحد ما خلصتها بجد انجح كاتب هو اللي متتعبيش من قصته وطولها او بمعنى اصح اللي يقدر يشدك طول النص والحوار لحد اخر كلمه من غير ما ترفعي عينك ثانيه واحده تعملي حاجه تانيه
احييكي
سلااااااااااااااااااام
اخوكي ايهاب
إذا عزيزتى لا هو أحبها ولا هى أحبته
بعد رحيلها بعشرون دقيقه عثر على غيرها
من كانت تشغل تفكيرة حتى وهى معه
وهى
عزمت أمرها وحزمت حقائبها ورحلت غير ناظرة أليه
الرومانسيه طاغيه والوصف شديد الوضوح قارب على الحركه
والنهايه واقعيه .... وجميله
قصة جيدة
وان احتجتِ إلى تطوير قليل على مستوي تكنيك الكتابة
ومزيد من القراءة لفتح آفاق أرحب ولتوسيع مساحة الرؤية
بالتوفيق دايما
وجول .. وجول .. وجوووووووووووول
هي دي ميرا يا جمااااااااعة
ولكم بااااك
ما أنت شغاله أهوو
أمال مكبرة دماغك مع الناس ليه
ومش عايزة تنشري حاجة
افتكر إن مظاهرة الإعجاب دي أكبر دليل على إن مدونتك لها قراءها
وياريت متغيبيش عليهم تاني
وليد
جاية بس اقول شكرا علي اللقاء اللطيف ده
ومبسوطة اني اخيرا جيت هنا
اخيراااااااااا
بس يابنتي مالها دمغت الستات
هو في احلي من دمغت الستات
دي حتي اجدع ميت مرة من دمغة الرجالة لعلمك
:)
اما البوست ماينفعش اعلق علية دلوقتي وانا دماغي فيها فريق كورة بالمشجعين
ان شاء الله اجي تاني واعلق مظبوطت
سلامي
اسلوبك في التعبير عن مشاعر الأنثى دايما بيدخل قلبي
مبسووووووطة جدا اني شفتك امبارح ولو اني سلمت عليكي فى الاخر خالص
جميله جدا القصه يا ميرا تعددت فيها الاحاسيس تعددت فيها المواقف وتحمل اجمل المشاعر ولكن وهل تعلمين كيف يفكر يبدو انه يتمنى ان يسمعها منك ولكن اتمنى ان يشعر بها ويشعر بكل هذا الحب
اتشرفت قوى قوى بمعرفتك يا ميرا
وبكل الموجودين فى اللقاء
ويارب دايما دايما نتجمع على خير
حلو اوى انها عارفاه اوى ده
سبحان الله
وسبحانه مقلب القلوب
بجد فرحانه بها اوى لان اسلوبك وحشنى اوووووووى
إرسال تعليق