التقيتها ذات يوم علي شاطئ البحر كانت تخترق قلب الليل في شجاعة وجرأة كحورية سحرية ألفت صمت الشاطئ المهجور في الليل , جمالها ذا طابع خاص كغجرية خرجت من كتاب حواديت علي إضاءة النار انعكست أضوائها علي شعرها الأصهب الطويل ينسدل في تموجات كموجات البحر الهادئة في لحظات الغروب , ابتسامتها الجميلة تكشف عن أسنان لؤلؤية كابتسامة قمر في ليلة مظلمة تضئ النيران وجهها فتتيقن دون أن تلمسها أن لها بشرة مخملية ناعمة وعينان واسعتان عسليتان اللون تنظر فيهما كأنك تري العالم بأسرة يجوب في عينيها جسد متقن الصنع كأنه منحوتة إغريقية من المرمر النادر ضحكتها تخلط بين مرح الطفولة وسحر الغواية وصوت ينصب في أذنيك فتشعر معه بألفة
- من أنت
- أنا الغريبة
- من أي البلاد
- من البلدة البعيدة
كنت داخل نفس أظن أنها ستكون مغامرة أسجلها علي حائط ذكرياتي وأحتفظ بها لزمن الشيخوخة حيث لا يبقي سوي الذكريات لكني كنت واهماً سحرتني بسحرها الغامض , أرتني من فنون النساء ما لم أره في حياتي وأنا من عشت بحاراً في بحورهن أجوب صعودا وهبوطاً ورسيت علي كل جزر عشقهن , أعطتني أكثر مما كنت أطلب أخبرتني أنها لن تطلب ما لا أريد أن أعطية لن تتملكني أو تطالب ببيتاً أو ولدا وأني حر إذا ما أردت الرحيل , ردت كل هداياي وعطاياي في كبرياء وعزة نفس " أنا أعيش من كسب يدي ولا أقبل ما لم أحصل علية بعرقي " فيزداد يقيني بأن غايتها هي حبي كانت تترفع عن حماقات النساء من غيرة وحب للتملك فسألتها ذات يوماً فأجابت " لماذا أغار عليك وأنا اعرف انك ستعود إلي دوما ولا حق لي في أن امتلك أنت تنتمي لامرأة أخري بالفعل " كنت أري فيها امرأة كاملة تكاد تكون موجودة في أحلام كل الرجال فقط وأنا أكثرهم علي هذه الأرض حظاً لآني أمتلكها وهي من نصبتني علي قلبها ملكاً وألبستني تاج مملكتها وأجلستني علي عرشها وأعطتني صولجانها وأنا اعلم أن العشرات يرجون منها ابتسامة رضا فأزداد غروراً وزهوا جعلتني بذكاء المرأة أشعر أنى أحيا داخل ألف ليلة وليلة أنى أصبحت ملكا يتزوج في كل ليلة امرأة أستانست بحلو أحاديثها وتلون حكايتها وطرافة قصصها , كانت تروي لي عن رجال من ماضيها وقبل أن تجول الفكرة بخاطري تقول أنا لا أبغي غيرتك أو سخطك أحرقت ماضي في الليلة التي قابلتك أنت الآن مليكي وسيدي كنت أغرق في سحرها يوماً بعد يوماً كمن يشرب من ماء البحر كلما شرب أزداد ظمأًً هجرت الزوجة والابنة وعشت في بلاطها عاشقا بدرجة ملك ما زحتها ذات ليلة قائلاً " من كانت مثلك تستحق سكني القصور " نظرت في عيني نظرة ساحرة زاد مغزى .
- ستبني لي يوماً قصراً
- كل ما تتمنيه يا حبيبتي هو لي أمراُ لكن ليس لي ببناء القصور قدراً
- سنري الأيام وحدها هي الكفيلة بأن تثبت بأن أحدنا كان علي حقاً
حتى ألحت علي الأيام في طلبي ولم يكن من فراقها بدا فرحلت عنها مودعاً علي وعد بلقاء قريب وأخذت في بُعدها أتعجل الأيام لتنقضي واحلم بلقائها لأعود بشوق يذوب الجبال دفئاً فإذا بها تلاقاني ببرودة الغرباء وتمنع الراغبات ربما أغضبها بعدي عنها مددت لها من الصبر حبالاً وافترشت لها من الأعذار طرقا وذهبت أسترضيها بكل وسيلة فما زادها ذلك إلا تمنعاً وعنادا وما زادني ذلك إلا عشقاً وولعاً فنزلت علي رغبة القلب وفرشت كبريائي تحت أقدامها علها ترضي فازدادت في ذلي وإهانتي فظللت في بلاطها خادما وحارسا فذاد نفورها وقسوتها فغضبت يوما واستجمعت ما تبقي من كبريائي وكدت ارحل فترجلت عن عرشها واستوقفتني في دلال الغواية متراجعة عن تمنعها خطوة وفي عينيها وعد بأيام كنت فيها ملكاً فسلمتها ما تبقي من كبريائي وكرامتي عربون محبة فإذا بها تضع في رقبتي طوقاُ وأطلقت ضحكة مدوية هزت صمت الليل وفي نبرة السيد " أنت الآن صرت لي عبدا " .
حاولت الفكاك من طوقي لكنها أحكمت إغلاقه وجذبتنا من سلاسل العبودية فانصعت لها وتبعتها إلي حيث أرادت هناك عند أطراف المدينة يلوح في جنح الظلام شبح بناء وصوت من يعملون في البناء بجد قاسي وكأنهم يسابقون الزمن قذفتني في عنف إليهم كلهم رجال يحملون في أعناقهم طوق عبوديتها نظرت حولي ثم إليها ابتسمت ابتسامة المنتصر " نعم ستبني لي قصراً ولن تغادر هذا المكان حتى تنهي " أعطت لي ظهرها ومضت فصرخت بها " كيف تفعلين بي هذا ألم تحبيني يوماً أليس لكي قلب "
استوقفتها كلماتي فالتفت " قلبي سرقة نخاس في زمن البراْة أراد أن يصنع مني تجارة تباع وتشتري فرفضت أن أكون سلعه في سوق الرجال أردت استرجاع قلبي فطلب الثمن قصراً, وها أنا أدفع ثمن حرية قلبي ليكون فقط لمن أختار "
- ولماذا ؟ لماذا مدينتنا ؟
لأنكم لوثتموها بخطاياكم عبدتم الجسد الفاني لويتم عنق الحقيقة أسميتم خطيئتكم حباً ورغباتكم أحاسيس ومشاعر قتلتم الفضيلة وصنعتم لها شاهداً مدعين التحرر والمدنية فلتدفعوا ثمن خطيئتكم ولتبنون للرذيلة قصرا يسكنه نخاس أبادله أنا بحرية قلبي .
قالتها وذهبت مسرعه فصرخت بأعلى صوتي إلي أين ؟
- كاد البناء أن ينتهي وأوراق العمر تسقط واحدة بعد أخري أريد أن أسترد قلبي قبل أن يذوي الجسد في آتون السنين أريد أن أجد قلبا أحبة بيتاً أسكنه وولد أربية في مدينة فاضلة .
- من أنت
- أنا الغريبة
- من أي البلاد
- من البلدة البعيدة
كنت داخل نفس أظن أنها ستكون مغامرة أسجلها علي حائط ذكرياتي وأحتفظ بها لزمن الشيخوخة حيث لا يبقي سوي الذكريات لكني كنت واهماً سحرتني بسحرها الغامض , أرتني من فنون النساء ما لم أره في حياتي وأنا من عشت بحاراً في بحورهن أجوب صعودا وهبوطاً ورسيت علي كل جزر عشقهن , أعطتني أكثر مما كنت أطلب أخبرتني أنها لن تطلب ما لا أريد أن أعطية لن تتملكني أو تطالب ببيتاً أو ولدا وأني حر إذا ما أردت الرحيل , ردت كل هداياي وعطاياي في كبرياء وعزة نفس " أنا أعيش من كسب يدي ولا أقبل ما لم أحصل علية بعرقي " فيزداد يقيني بأن غايتها هي حبي كانت تترفع عن حماقات النساء من غيرة وحب للتملك فسألتها ذات يوماً فأجابت " لماذا أغار عليك وأنا اعرف انك ستعود إلي دوما ولا حق لي في أن امتلك أنت تنتمي لامرأة أخري بالفعل " كنت أري فيها امرأة كاملة تكاد تكون موجودة في أحلام كل الرجال فقط وأنا أكثرهم علي هذه الأرض حظاً لآني أمتلكها وهي من نصبتني علي قلبها ملكاً وألبستني تاج مملكتها وأجلستني علي عرشها وأعطتني صولجانها وأنا اعلم أن العشرات يرجون منها ابتسامة رضا فأزداد غروراً وزهوا جعلتني بذكاء المرأة أشعر أنى أحيا داخل ألف ليلة وليلة أنى أصبحت ملكا يتزوج في كل ليلة امرأة أستانست بحلو أحاديثها وتلون حكايتها وطرافة قصصها , كانت تروي لي عن رجال من ماضيها وقبل أن تجول الفكرة بخاطري تقول أنا لا أبغي غيرتك أو سخطك أحرقت ماضي في الليلة التي قابلتك أنت الآن مليكي وسيدي كنت أغرق في سحرها يوماً بعد يوماً كمن يشرب من ماء البحر كلما شرب أزداد ظمأًً هجرت الزوجة والابنة وعشت في بلاطها عاشقا بدرجة ملك ما زحتها ذات ليلة قائلاً " من كانت مثلك تستحق سكني القصور " نظرت في عيني نظرة ساحرة زاد مغزى .
- ستبني لي يوماً قصراً
- كل ما تتمنيه يا حبيبتي هو لي أمراُ لكن ليس لي ببناء القصور قدراً
- سنري الأيام وحدها هي الكفيلة بأن تثبت بأن أحدنا كان علي حقاً
حتى ألحت علي الأيام في طلبي ولم يكن من فراقها بدا فرحلت عنها مودعاً علي وعد بلقاء قريب وأخذت في بُعدها أتعجل الأيام لتنقضي واحلم بلقائها لأعود بشوق يذوب الجبال دفئاً فإذا بها تلاقاني ببرودة الغرباء وتمنع الراغبات ربما أغضبها بعدي عنها مددت لها من الصبر حبالاً وافترشت لها من الأعذار طرقا وذهبت أسترضيها بكل وسيلة فما زادها ذلك إلا تمنعاً وعنادا وما زادني ذلك إلا عشقاً وولعاً فنزلت علي رغبة القلب وفرشت كبريائي تحت أقدامها علها ترضي فازدادت في ذلي وإهانتي فظللت في بلاطها خادما وحارسا فذاد نفورها وقسوتها فغضبت يوما واستجمعت ما تبقي من كبريائي وكدت ارحل فترجلت عن عرشها واستوقفتني في دلال الغواية متراجعة عن تمنعها خطوة وفي عينيها وعد بأيام كنت فيها ملكاً فسلمتها ما تبقي من كبريائي وكرامتي عربون محبة فإذا بها تضع في رقبتي طوقاُ وأطلقت ضحكة مدوية هزت صمت الليل وفي نبرة السيد " أنت الآن صرت لي عبدا " .
حاولت الفكاك من طوقي لكنها أحكمت إغلاقه وجذبتنا من سلاسل العبودية فانصعت لها وتبعتها إلي حيث أرادت هناك عند أطراف المدينة يلوح في جنح الظلام شبح بناء وصوت من يعملون في البناء بجد قاسي وكأنهم يسابقون الزمن قذفتني في عنف إليهم كلهم رجال يحملون في أعناقهم طوق عبوديتها نظرت حولي ثم إليها ابتسمت ابتسامة المنتصر " نعم ستبني لي قصراً ولن تغادر هذا المكان حتى تنهي " أعطت لي ظهرها ومضت فصرخت بها " كيف تفعلين بي هذا ألم تحبيني يوماً أليس لكي قلب "
استوقفتها كلماتي فالتفت " قلبي سرقة نخاس في زمن البراْة أراد أن يصنع مني تجارة تباع وتشتري فرفضت أن أكون سلعه في سوق الرجال أردت استرجاع قلبي فطلب الثمن قصراً, وها أنا أدفع ثمن حرية قلبي ليكون فقط لمن أختار "
- ولماذا ؟ لماذا مدينتنا ؟
لأنكم لوثتموها بخطاياكم عبدتم الجسد الفاني لويتم عنق الحقيقة أسميتم خطيئتكم حباً ورغباتكم أحاسيس ومشاعر قتلتم الفضيلة وصنعتم لها شاهداً مدعين التحرر والمدنية فلتدفعوا ثمن خطيئتكم ولتبنون للرذيلة قصرا يسكنه نخاس أبادله أنا بحرية قلبي .
قالتها وذهبت مسرعه فصرخت بأعلى صوتي إلي أين ؟
- كاد البناء أن ينتهي وأوراق العمر تسقط واحدة بعد أخري أريد أن أسترد قلبي قبل أن يذوي الجسد في آتون السنين أريد أن أجد قلبا أحبة بيتاً أسكنه وولد أربية في مدينة فاضلة .
8 قالوا رأيهم:
حقيقي
مش عارفة ااقولك ايه
قلمك رائع
وابداعك اروع
وتشبيهاتك اروع واروع
نعم اصبح الحب
جسدا فانيا
وانطلقت الروح بعيدا هائمه في السماء تبحث عن توأمها
فلعلها تجده في هذه المدينة
مدينة البشر
فلا مدينة لها سواها
تحياتي لابداعك
السلام عليكم
حقيقتا و بلا رياء
اعجبت جدا برقه تلك الكلمات المنسدله من مداد ذلك القلم.
قلم رقراق جميل الطالع و المطالعه
نور و شعاع يضىء من القلب .
و قد اسعدتنى زيارتكم لممدونتى المتواضعه
و اسعدنى تعليقكم عليها فحب الوطن هو وجهه اخر من حب القلب و المشاعر
تحياتى اليكم اختنا الفاضله و الى تدويناتك الرائعه
تحياتى ابو مفراح
تعليقى
انا لم أقرأ فى حياتى جمل تعبيريه بهذا الجمال وواضح ان كاتبتها ذو خلفيه ثقافيه رائعه وحصيله لغويه كبيره واحساس فنى عالى وواضح ان لها خبره حياتيه ليست بالقليل
شكرا لكى هذه الاضافه للمدونات
دعوة للجميع
http://alsarem.blogspot.comup
فاطمة تو
أولاً أنا سعيد جداً بمعرفتك
ثانياً ده ممكن تعتبريه تعليق تعارف لأني مش عارف أركز وانا في السيبر ولما أرجع البيت هاركز واعلق على القصة طبعاً تانى
أحيكى على حسن طرحك
كلامك ليه معانى كتيرة بنلتمسها كتير
تحياتى أيضا على عمق الفكرة
أمتلكها وهي من نصبتني علي قلبها ملكاً وألبستني تاج مملكتها وأجلستني علي عرشها وأعطتني صولجانها وأنا اعلم أن العشرات يرجون منها
بجد اقولك على حاجه بيكون احساس حلو قوى عند الراجل بس اللى يقدر ده لان بعد شويه بيتغير
بس بجد كلماتك رقيقه وحلوة تسلم ايديكى
بسم الله ماشاء الله
بجد بجد
مدونة من اول زيارة لى لها
رائعة ومميزة حقا
ربنا يزيدك ويزيدك
وبجد
قلمك رائع
وفكرك اروع
وفعلا عقلك كبييييير
ربنا يكرمك
ويوفقك
ارق تحياتى
قلب ابيض
إرسال تعليق