القصة دي إهداء من القاص والشاعر والصديق العزيز أحمد سعيد مدونة نيجر ، الكلام دة علي مسئولية الرواي :))
برج ميرا العظيم
كانت كل يوم تظهر لي في منامي..فتاة بجسد نوراني مثل وردة باسمة، كنت أحاول في كل كل مرة اللحاق بها، لكنها تختفي من أمامي، وأظل أدور حول نفسي بلا جدوى.
في يوم العيد أخذتني للهند، حيث صليت العيد مع جموع المسلمين، زرت تاج محل وجعلتني أشاهد الحجر السري..حيث كتب الإمبراطور لزوجته تلك الرسالة:
لأجل عيونك يا حبيبتي أقدم روحي قرباناً،
سأخلد ذكراكِ على مر العصور.
أخذتني من يدي لسور الصين العظيم، كانت عصافير نورانية تحوم حولنا، تغني بصوتٍ ملائكي : ميرا..ميرا.
كانت تظهر لي دائماً بلا ملامح، مجرد جسد نوراني.
همست لي : أنت من مواليد برج ميرا العظيم
يحكي عن فتاة مضيئة، أخذت منها الكواكب جمالها، وكان القمر جزءاً من نورها.
حاربت الظلم في كل مكان، حاربت الظلام بنور جمالها، ونور قلبها، شيدت سور الصين العظيم لتحمي الصينيين من هجمات المغول الوحشيين.
شقت نهر النيل لتمنح مصر الاستقرار، كانت قوتها تظهر عند الفيضان..حيث تمنح الأرض الخصب والنماء.
أنشق جزءٌ من قلبها..فكانت الشمس، عندما تُهزم جنود النور تظهر من جديد ؛ لتشرق على العالم بنورها ودفئها .
كانت ضحكتها تمطر السماء بالخير، وابتسامتها تنشر الحب بين العاشقين.
ظلت تعيش وحيدة بجبل بالقرب من الصين، لكنها كانت تبحث عن أميرها الذي يبدد وحدتها، ظلت تبحث عنه في كل مكان، في قاع المحيطات، في انحاء المجرات، حتى اختفت في السماء، بكت الأرض لفراقها، ولم تعرف البحار طريقة للتعبير عن مشاعرها سوى إغراق الأرض بفيضاناتها الثائرة، وتحطيم كل السفن التي تحاول عبور مياهها.
ظهر السواد في قلب الإنسان؛ فبغى وتجبر، واغتصب الأراضي.
لكنها كانت تعود من جديد، تمنح الرجال المشاعر والأحاسيس، تمنح النساء الجمال، وتختفي مرة أخرى، وكأنها في رحلة لا تنتهي.
استيقظت فجأة..أحساس غريب يجتاحني، كانت الدنيا مظلمة..لم أكن أرى يدي، رأيت من نافذة حجرتي نجم في السماء، بريقه يخطف العين والقلب، اخذ يهبط من السماء، وتجسد أمامي على هيئة بشر من نور، لمس وجنتي، ونظر لي نظرات حب، وأخذ يحلق أمام النافذة
كان شعرها مثل خيوط النور، طارت إلى نافذة في البيت المواجه لي، دخلت من النافذة وأخذت تتجسد على صورة بشرية، فتاة كأنها البدر ليلة التمام، قامت فأغلقت النافذة، لم استطع النوم..ظل قلبي مشغولا بها.
جاء الصباح، أسرعت ونزلت وقفت أمام بيتها، خرجت كدرة من نور، وضعت يدي على عيني من شدة النور، لم أكن ادري أكان حلما أم حقيقة..
ظهرت امرأة في الخمسين من عمرها من النافذة، ونادت عليها: ميرا..لا تتأخري في العودة
ألتفتت إليها بنظرات طفل غاضب : حاضر يا ماما.
وأكملت طريقها، فاصطدمت بي، ونظرت لي مبتسمة، وغابت في الزحام.
أحمد سعيد 27 | 2|2010