8

مقامرة




علي تلك الطاوله المستديرة تدور رحي الآوراق ولم يبقي سوي اللعبة الاخيرة ، تلك اللعبة الحاسمة فأحدهما سيربح كل شئ والاخر سيخسر كل شئ ، تنتبه الحواس و تتوتر الأعصاب ويندفع الادرينالين في الشرايين مثيراً نشوة الأقتراب من الخطر.

لا أحد يستطيع التكهن بالنتيجة لم يبقي سوي أن تكشف أوراقها الأخيرة ، تركتة للحظات يحترق بنار الإنتظار وكأن الخوف والتردد يقيداها إلي تلك الطاولة , أخذت نفساً عميقاً وكأنها حسمت أمرها أبتسمت في ثقة وسخرية وبدلاً من أن تكشف اوراقها كما تقضي قواعد اللعبة وضعتهم أمامها
-         أنا منسحبة
قالتها وهي تغادر الطاولة ، ألجمتة المفاجأة فوجم للحظة لكنه سرعان ما أمسكها من معصمها في عنف محاولا منعها
-         كلا لا تستطعين ، ليس الآن ... ليست هذه قواعد اللعبة
-         بلي استطيع وقد فعلتها ، من قال اني اتقيد بقواعد. إنسحابي يعني انك قد ربحت
-         ربحت !!! ربحت ماذا وكيف ؟ ماذا لو أنك تملكين الورقة الرابحة
أفلتت يدها من قبضتة عادت لكرسيها تواجه في هدوء قاتل وأبتسامة واثقة تقوده للجنون
-         ربما كانت ورقتي الرابحة ... لكن من قال أن امر الفوز يعنيني
-         كيف ذلك ؟ وقد جلسنا إلي تلك الطاولة نتراهن علي ....
قاطعتة
-         حياتنا , نعم إتفقنا ان أنا ربحت امتلكتك وإن أنت ربحت أمتلكتني ، كان أتفاقاُ مثيراً لكن لم أقل أبداً أني أهتم بأمر حياتك ، إن ربحت رددتها إليك وأنا في غني عنها أما إن كنت انت الرابح فقد أضعت عليك لذة الإنتصار ونشوة الشعور بإمتلاكي.
صمت لبرهه وهو يحاول إعادة التفكير في الامر وما آل إليه
-         وماذا وقد أصبحت انا الرابح ؟؟؟
أتسعت أبتسامتها وكادت أن تضحك لكن سرعان ما تغير وجهها لملامح الجد وفي حدة
-         كيف تربح ما تنازلت أنا عنه كل ما في الأمر أني افسدت لعبتك فلا أنت خسرتها بعدل ولا استحققت الفوز.
فطن إلي مقصدها وأنها جعلته الخاسر الأكبر في كل الحالات استشاط غضباً ضرب الطاولة بيديه في عنف هب واقفاً وأطاح بكل ما أمامه في ثوره  وظلت هي ثابتة عاقدة زراعيها امام صدرها تراقبة كأنها تمثال من الحجر.
حين أنتهي من بعثرة أوراق اللعب  وتحطيم الكؤوس وإخراج شحنه غضبة وجنونة وقف يتطلع إليها في كراهية
رفعت إليه نظرها ووتحدث بلهجة يعلوها اللامبالاه
-         عد من حيث أتيت ولا تحاول العودة ، كانت محاولة جيدة لكنك لم تفهم أبداً ان الخارج من حياتي لا يعود إليها أنك أستنفذت كل الفرص حينما دفعتك للرحيل، تجاوزت أيامي معك وأصبحت ماضٍ لا أرغب في إستعادته .
انهت كلماتها ولم تنتظر رد غادرت مخلفةً ورائها الصمت.  

ميرا في 25/ 05 /2010

8 قالوا رأيهم:

مصطفى سيف الدين

وتظل الحياة مجرد لعبة وخسر من ظن انه الرابح
رائعة وتشبيهاتك جميلة
كالعادة مبدعة

صفــــاء

تحفة يا ميرا والله بجد

تحفة

!!! عارفة ... مش عارف ليه

البطلة لديك دوماً تتمتع بكبرياء وشموخ أياً كانت معطيات الأحداث

رائعة ميرا

MoHaMed AhMeD
أزال المؤلف هذا التعليق.
MoHaMed AhMeD

الأنسحاب والبرود التمكن وحكمة أتخاذ القرار هى سمة بطلة القصة ... الأصرار على المقامرة والهياج العصبى سمة البطل .....أجتمعوا على طاولة المقامرة يخضون أعتى مغامرة فى الحياة ألا وهى مغامرة ( التملك ) هى من أنتصرت لأنها تمكنت من أتخاذ القرار فى توقيت مناسب..... مخلفه ورائها بطلاً مهزوم ... تحياتى القوسى ناراً بلا رماد .

دعاء مواجهات

حكى مميز ...

يكفى كل ما سطرتيه ..

محبتى

رمضان

جميييييييييييييييييلة جدا كعادتك ولكنى أسأل البطلة لماذا جلست معه على طاولة المقامرة وهى لا تريده من البداية ثم هل خرج من حياتها (طواعبة ) أم أنها كما قالت دفعته للرحيل من حياتها وبالتالى قد يكون هو المجنى عليه وليس الجانى لم نعرف .

هانى محمد

" عد من حيث أتيت ولا تحاول العودة ، كانت محاولة جيدة لكنك لم تفهم أبداً ان الخارج من حياتي لا يعود إليها أنك أستنفذت كل الفرص حينما دفعتك للرحيل، تجاوزت أيامي معك وأصبحت ماضٍ لا أرغب في إستعادته."

ما اروع تلك المرأة القادرة على إتخاذ اصعب القرارات بمنتهى الحسم والسرعة والانتقام لكبريائها والتصدى لاى محاولة لإخضاعها

لاجديد راااااااااااااائعة ميرا

Siguiente Anterior Inicio